كذب المنجمون ولو صدقوا.. هذا الكلام ينطبق علي القس الإنجيلي “المتصهين” جون هاجي وهو مؤسس وراعي كنيسة “كونرستون” في مدينة سانت أنطونيو بولاية تكساس والمعروف انه من تيار المسيحية الصهيونية الذين يدين بالولاء لإسرائيل وله تصريحات سابقه قال فيها “: ” إن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة اليهودية “.
المتصهين جون هاجي أصدر في 2013 كتاباً سماه “أربعة أقمار حمراء.. شيء ما سيتغير قريباً”، وفيه توقع “الحدث الذي سيهز العالم”، إلا أنه لا يذكر أي تفاصيل عنه، سوى أنه سيحدث في الشرق الأوسط “بين أبريل 2014 وأكتوبر 2015″، طبقاً لما قال في الكتاب الذي باع منه مئات الآلاف، مع أنه جمع لمحاضرات سابقة ألقى معظمها في 2012 بالمعنى نفسه تقريباً.
وفي الكتاب، كما في مقابلة أجرتها معه قناة CBN الأميركية عام إصداره للكتاب، ذكر القسيس البالغ عمره 71 سنة، أن “العالم يتغير”، وعبر في المقابلة عن اعتقاده “بأننا، وخلال العامين القادمين، سنشهد حدثاً جذرياً في الشرق الأوسط يتعلق بإسرائيل، يمكنه تغيير مسار التاريخ ويؤثر في العالم بأسره”، لظنه بوجود صلة مباشرة بين مواقيت الخسوفات وتزامنها مع مناسبات دينية يهودية ومسيحية، معززاً ما قال بأدلة.
لكننا إذا ربطنا نبوات المتصهين جون هاجي بالأخبار التي روجتها مواقع إسرائيلية وأمريكية قبل يومين يمكننا ان نفهم ذلك الحدث العالمي الذي زعمه هاجي في كتابه قبل عامين وربطة بظاهرة طبيعية وهي خسوف القمر
وقد روجت المواقع العبرية والأمريكية خبر ظهور بقرة حمراء في مزرعة لدى يهودي أمريكي من سكان ولاية “نيو جيرسي” الأمريكية، وزعموا أنها “البقرة الحمراء” المقدسة المنتظرة لدى اليهود، التي تشير إلي موعد هدم المسجد الاقصي وبناء هيكل سليمان المزعوم علي أنقاضه
وزعم موقع “كيباه” العبري ان في ظهور هذه البقرة دلالات على قرب ظهور المسيح المخلص مشيرا إلي ان البقرة تبلغ من العمر سنتين، ووفق العقائد اليهودية، فإن ظهورها هو علامة إعادة بناء هيكل سليمان وهدم الأقصى، حيث يتم حرقها وأخذ رمادها والتطهر به من الخطيئة، بحسب المعتقدات الدينية اليهودية.
وواصل الموقع مزاعمه قائلا: أن صاحب المزرعة، هربرت سيلر، ابواه من الناجين من ألمانيا بعد الأحداث النازية،و رفض بيع البقرة بمبلغ مليون دولار عرض عليه، لأنه يريد أن يكون “أول من يصل إليه المسيح فور وصوله لتخليص اليهود”.
وبحسب الموقع صاحب التوجه الديني، فإنه من المقرر أن يصل بعض حاخامات اليهود خلال الفترة المقبلة إلى مزرعة “سيلر” للتأكد من علامات البقرة، ومن أنها هي المقصودة.
وإذا تم الربط بين تنبؤات أو مزاعم “المتصهين” هاجي وبين ما روجته المواقع الصهيوينة يمكننا ان نفهم ان الحدث المزعوم الذي سيهز العالم ويرتبط بإسرائيل يقصد به هدم الاقصي وإقامة الهيكل المزعوم تمهيدا لعودة “دجال بني إسرائيل” الذي يصفونه بأنه المسيح المخلص وهو يختلف تماما عن المسيح عيسي بن مريم عليه السلام الذي يؤمن به المسلمون وسائر الطوائف المسيحية الشرقية الأرثوذكسية في المنطقة العربية وإفريقيا وروسيا
وفي الكتاب يسرد هاجي مجموعة من التواريخ التي يحاول فيها الربط بين ظاهرة خسوف القمر الفلكية الطبيعية وبين بني إسرائيل فيقول: أن “القمر الأحمر” حدث خسوف شهير له في 1439 وتزامن مع نفي اليهود من الأندلس، من دون أن يذكر في الكتاب أن الطرد لحق بالمسلمين هناك أيضاً.
ويواصل قائلا: “وحدث في 1949 خسوف آخر تحول معه القمر إلى “أحمر” عند تأسيس دولة إسرائيل. وفي حرب 1967 التي وقعت بينها من جهة وبين الأردن وسوريا ومصر من جهة ثانية، واحتلت فيها القدس وسيناء والجولان وأراضي من الأردن، تلون القمر بدموي أحمر في خسوف تزامن مع الحرب أيضاً.
ويواصل هاجي مزاعمه قائلا:” خسوف العام الماضي، حدث في 15 أبريل، يوم بدأت احتفالات عيد الفصح اليهودي، وتلاها بعد يومين الفصح المسيحي، فيما حدث الخسوف الثاني في 8 أكتوبر، فصادف “عيد المظال” المعروف باسم Sukkot لليهود، كذلك يتزامن خسوف هذا السبت مع الفصح اليهودي والمسيحي، ويتزامن الرابع في 28 سبتمبر المقبل مع “عيد المظال” اليهودي أيضاً، وهي 4 خسوفات متتالية، في جميعها يصبح القمر دموي اللون
ظاهرة طبيعية
المعروف ان خسوف القمر من الظواهر الطبيعية حيث يشهد العالم خسوفا غدا السبت، يتغير معه لون القمر إلي اللون الأحمر في ظاهرة سبقها خسوفان من النوع نفسه العام الماضي، ويليهما هذا الخسوف، وآخر رابع بعد 6 أشهر
وحسب العربية ما أعلنته الجمعية الفلكية في جدة، يكون خسوف السبت هو الأقصر للقمر في كل القرن الحالي، لأن مرحلة الخسف الكلي ستدوم 4 دقائق و43 ثانية فقط، فيما أفاد رئيس الجمعية السعودية، ماجد أبو زاهرة، أنه “سيحدث نهاراً في المنطقة العربية، لذلك لن تتم مشاهدته فيها”، بل فقط في غرب أميركا الشمالية وشرق آسيا والمحيط الأطلسي وأستراليا ونيوزيلندا.
وتقول وكاله “ناسا” الفضائية الأمريكية أن تلون القمر الدموي بأنه ظاهرة طبيعية، مع اعترافها في خبر نشرته صحيفة “صنداي إكسبرس” البريطانية، الأحد الماضي، بأن حدوث 3 خسوفات “قمر أحمر” متتالية، أو Tetrad فلكياً “أمر لم يحدث إلا 3 مرات طوال 500 عام مضت”، في حين نراه يحدث 4 مرات متتالية بين أبريل 2014 وسبتمبر هذا العام.
وشرحت الوكالة الأميركية، التي نستمع إلى أحد علمائها يشرح في الفيديو المعروض تفاصيل الخسوف القمري الأحمر، أن الجار الفضائي الأقرب إلى الأرض يصطبغ بلون دموي حين تتوسط الأرض بينه وبين الشمس، فيقع عليه ظلها، مصطحباً معه الوهج الشمسي، وهو برتقالي مائل إلى الحمرة عادة، فيحمرّ أديمه ويبدو لمن يعاينه غريباً وبلون يفتح شهية المتوقعين نهاية العالم مع كل ظاهرة نادرة.
[youtube]7yJvDzTaCeQ[/youtube]