كثيرون من يعرفون أن أكبر انتصار بتاريخ الدوري الألماني حضر حين فاز بوروسيا مونشنغلادباخ على غريمه بوروسيا دورتموند بنتيجة قاسية وصلت إلى 12 هدف مقابل صفر.
لكن قليلون من يعرفون أن لاعبي غلادباخ جلسوا على الأرض بعد نهاية المباراة بدقائق وبكى الكثير منهم لكن السبب لم يكن نتيجة المباراة ولا إهانة دورتموند بل الجار كولن.
القصة كاملة تعود لتاريخ 29 أبريل 1978 أما المناسبة فكانت الجولة الأخيرة من الدوري ، وقبل المباراة كان كولن يتصدر ترتيب الدوري بفارق عشرة أهداف عن جاره وصاحب المركز الثاني مونشنغلادباخ.
المباراة جرت على ملعب الراين في دوسلدورف والذي كان يحتضن مباريات غلادباخ بذلك الوقت وبحضور حوالي 38 ألف متفرج ، وبعد بدء المباراة بأقل من دقيقة سجل هاينكس الهدف الأول لأصحاب الأرض.
وبعد 32 دقيقة من البداية وصلت النتيجة لـ5-0 مع توقيع هاينكس على ثلاثيته ومن ثم انتهى الشوط الأول بنتيجة 6-0
الرواية تقول أن مدرب دورتموند أوتو ريهاغل كان قد طلب من لاعبيه أن يلعبوا للحفاظ على شرف دورتموند في الشوط الثاني أما حارس الأصفر بيتر إندرولات فيقول”حين أتذكر هذه المباراة أقول أنه كان من الأفضل لو غادرت المباراة بين الشوطين وتركت الحارس الآخر يتحمل مسؤولية باقي الأهداف فللأسف الكثيرون ينسون أني في ذلك اليوم تصديت للكثير من الكرات ومنعت كم هائل من الأهداف”
وقبل أن تنتهي أول ربع ساعة من الشوط الثاني وقع هاينكس ونيلسين على الهدفين السابع والثامن وحين دخل الهدف التاسع دخل الجنون ملعب المباراة.
وعن هذه اللحظات تحديداً يقول هاينكس”لقد بدأ الجمهور يصرخ في المدرجات ويسألنا عن عدد الأهداف الذي نحتاجه للتتويج ومن ثم بدأوا يصرخون بأننا نحتاج لثلاثة أهداف أخرى وبداخلي كنت أقول أن هذا مستحيل”
المستحيل بالنسبة لهاينكس أصبح حقيقة مع تسجيله الهدف الشخصي الخامس والعاشر لفريقه ومن ثم وقع لينين وكوليك على آخر هدفين في آخر ثلاث دقائق من عمر المباراة.
أهداف غلادباخ جميعها سجلت عن طريق: هاينكس(خمسة أهداف)-نيلسن(هدفين)-ديل هاي(هدفين)-فيمر-لينين-كوليك.
في الملعب الثاني كان كولن ضيفاً على سانت باولي في هامبورغ وتقول الرواية أن جمهور سانت باولي كان هو من حذر جمهور كولن عن الغزارة التهديفية التي كانت تحدث في مباراة غلادباخ وتدريجياً تمكن كولن من الفوز بخمسة أهداف نظيفة ليبقي على فارق ثلاثة أهداف في الصدارة ويتمكن من خطف لقب الدوري.
قائد دورتموند مانفريد بورغسمولر يتذكر تلك الليلة ويقول”لقد كنا فرحين حين أعلن الحكم عن انتهاء المباراة لأننا لن نتلقى المزيد من الأهداف بعد الصافرة لقد كانت ليلة سيئة ، وأنثاء عودتنا أخبرني أوتو ريهاغل أن هذه المباراة هي الأخيرة له في دورتموند وفعلاً أعلنت الإدارة عن إقالته في اليوم التالي”
في تلك الليلة كان مونشنغلادباخ يبحث عن لقب سادس ، واليوم وبعد 37 عام تقريباً من تلك الحادثة مازال غلادباخ يبحث عن لقبه السادس في الدوري وإن كانت الأمور بحكم المستحيلة هذا الموسم ، إلا أن هذا الانتصار سيجعل لاعبي دورتموند يدخلون مواجهة غلادباخ كل مرة وهم يحملون على أكتافهم عبء خسارة لن يمحيها التاريخ.