[JUSTIFY]رفضت المملكة العربية السعودية اليوم الأحد دعوات إيران إلى وقف الضربات الجوية على اليمن قائلة إن على طهران الا تتدخل في الصراع.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس “كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن… نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية فإيران ليست مسؤولة عن اليمن.”
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن حملة التحالف الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن تسير ولله الحمد بشكل جيد وفق الأهداف المرسومة لها، وعلى مساريها العسكري والإنساني، وذلك من خلال استهداف الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق والقوات المتمردة على الشرعية, مبيناً استمرار الحملة في جهودها الإنسانية لحماية المدنيين وإجلاء الجاليات وتقديم المساعدات الإغاثية، والتعاون في ذلك مع المنظمات الدولية المعنية كالأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي, معبراً عن إدانته واستهجانه لاستمرار ميليشيات الحوثي بإرهاب وترويع المدنيين الأمنيين بالمدفعيات الثقيلة والدبابات داخل المدن، وهو الأمر الذي تسعى جهود عاصفة الحزم لإيقافه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه اليوم مع معالي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقر وزارة الخارجية بالرياض , وقال : بداية أود أن أنعى أبناء الوطن وأبطاله الذين استشهدوا على يد الغدر والخيانة دفاعًا عن الوطن، وأن ارفع أصدق التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وأسر الشهداء وذويهم، والشعب السعودي الكريم، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
ورحب سموه بمعالي وزير خارجية جمهورية فرنسا الصديقة لوران فابيوس، والوفد المرافق له في المملكة, , مؤكدا أن زيارته تأتي في إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين , مؤكدا أن التنسيق والتشاور مستمر فيما بين البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وبطبيعة الحال كان أهم حدث في هذه الزيارة لقاء معاليه بخادم الحرمين الشريفين – أيده الله – وتلقيه رسالة من فخامة الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند.
وتابع سمو الأمير سعود الفيصل قائلاً : عقدنا اليوم جلسة مباحثات موسعة مع معالي وزير الخارجية الفرنسي والوفد المرافق له، استطيع أن أصفها بالمثمرة والبناءة، ولا بد لي أن أشيد بمستوى التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية، ومن خلال آلياته المتمثلة في اللجنة السعودية المشتركة المعنية ببحث التعاون على المستوى الحكومي، وكذلك مجلس رجال الأعمال المعني بتفعيل التعاون على مستوى القطاع الخاص, وهو الأمر الذي أسهم في إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وتطوير المشروعات المشتركة التي بلغت 186 مشروعًا برأسمال يقارب 33 مليار ريال.
وأضاف : بحثنا أيضا مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ومستجداتها، وكذلك الجهود القائمة لمحاربة الإرهاب في ظل شراكتنا المثمرة لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، والدعم الكبير من فرنسا والعالم للتحالف العربي الدولي للدفاع عن الشرعية في اليمن, وما أبدته فرنسا من استعداد لتقديم كل ما تحتاجه المملكة من جميع النواحي، وترى المملكة أن التحالفين يشكلان جهدًا متوازيًا لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره والأيديولوجيا التي تقف وراءه.
واستطرد سموه قائلا: المحادثات تناولت مفاوضات برنامج إيران النووي والاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه، ونحن متفقون على أهمية أن يفضي الاتفاق النهائي عن الشروط الواضحة والمُلزمة – التي لا غموض فيها – وبما يضمن عدم تحول البرنامج النووي إلى برنامج عسكري، وتأمل المملكة أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وضمان خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي وبما ينسجم مع قرار الجامعة العربية في هذا الشأن, كما تؤكد المملكة بأن بلوغ أهداف الأمن والاستقرار في المنطقة، يتطلب أيضا الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية واحترام سيادتها وفيما يتعلق بالمأساة السورية، قال سموه : إننا نرى أن إطار الحل السلمي واضح ومتفق عليه من قبل المجتمع الدولي، والمتمثل في مبادئ إعلان جنيف1 وما اشتمل عليه من ترتيبات لنقل السلطة، وترى المملكة أن استمرار تدفق الأسلحة إلى بشار الأسد وزمرته بجميع أنواعه المدمرة لسوريا وشعبها، من شأنه تعطيل الحل السلمي المنشود، وسنستمر من جانبنا بالتصدي لها والدفع بالحل السلمي بكل السبل المتاحة.
وأضاف : ناقشنا أيضا النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ومستجداته, وأود أن أبارك انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية عضوًا كاملاً فيها، وهذا الإجراء يشكل اعترافًا آخر من المجتمع الدولي بفلسطين الدولة والسلطة والسيادة, ونأمل أن يتم ترجمة هذا التوجه على الأرض بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، وفق مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبادرة السلام العربية، من خلال تصدي المجتمع الدولي لسياسات التعنت الإسرائيلية في إطالة أمد النزاع بكل ما يحمله من مآسي إنسانية, وأود أن أبلغكم أن وزير الخارجية الفرنسي أطلعني على أفكار فرنسا لتحريك عملية السلام، وهذا يتفق مع موقف فرنسا الدائم لضرورة إحلال السلام في فلسطين، ونشكر فرنسا على هذا الموقف وعبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن دعم بلاده للسعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن من أجل إعادة الشرعية وأعلن فابيوس عن محادثات مع كبار القادة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بخصوص اليمن.
وقال “بشأن اليمن، جئنا لنعبر عن دعمنا السياسي خصوصا، للسلطات السعودية”، مضيفا أن فرنسا تقف في صف شركائها في المنطقة لإعادة الاستقرار إلى اليمن وأكد فابيوس أن فرنسا حريصة على إيجاد حل سياسي للصراع في اليمن على أساس احترام الشرعية في هذا البلد، خاصة أن باريس تعترف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فقط.من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الامير سعود الفيصل إيران إلى وقف دعمها للحوثيين ووقف إمدادهم بالأسلحة.
وقال “لسنا في حرب مع إيران، نحن نحارب إلى جانب دولة طلبت منا أن نساعدها، دولة لها رئيس شرعي، طلبت منا أن نتدخل للحفاظ على الشرعية وإيقاف الحرب التي شنها الحوثيون لاحتلال كل اليمن”.على صعيد آخر، عبرت كل من فرنسا والسعودية عن قلقهما من اتفاق الإطار حول الملف النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بين طهران والدول الكبرى مطلع الشهر الجاري وقال فابيوس إنه يجب التوصل إلى “اتفاق متين” وإلا “يمكن أن يفضي الأمر إلى انتشار السلاح النووي في المنطقة” وأضاف أن هناك نقاطا على المفاوضين التزام اليقظة بشأنها، خصوصا بشأن “بعد عسكري ممكن” ورفع العقوبات الدولية التي تضر بايران وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد أن محادثاته الأحد في الرياض مع المسؤولين السعوديين وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبد العزيز ستتناول “كل القضايا الإقليمية من إيران إلى اليمن مرورا بسوريا وفلسطين والعراق ومحاربة الإرهاب وتعزيز شراكتنا الاقتصادية”.
وجدد الوزير الفرنسي في حديث نشرته صحيفة (الرياض) الأحد دعم بلاده لعملية عاصفة الحزم، مؤكدا وقوف فرنسا “إلى جانب شركائها في المنطقة من أجل استعادة استقرار اليمن ووحدته بعدما احتل الحوثيون صنعاء وقاموا بحل البرلمان وحاولوا خلع الرئيس عبد ربه منصور هادي والسيطرة على عدن بالقوة العسكرية”. مشيرا إلى أن “ما قام به التحالف يتفق مع القانون الدولي”.[/JUSTIFY]