في ظل تنامي قطاع البترول والصناعات البتروكيماويّة، واعتماد المملكة على الإيرادات النفطية بنسبة كبيرة، برزت الحاجة إلى تأهيل وتدريب المواطنين السعوديين للعمل في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر آلاف فرص العمل للسعوديين ولسد احتياج قطاع البترول والصناعات البتروكيماوية من الكوادر البشرية الوطنية، قامت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بتشغيل (6) معاهد تدريب متخصصة بشراكة استراتيجيّة مع شركة أرامكو السعودية في الدمام، والخفجي، والحقو، والدرب، والأحساء، وبقيق، وتدرّب الشباب السعودي على تخصصات تشمل: الحفر والأنابيب والتشغيل، واللحام والسباكة وتشكيل المعادن،والتمديدات الصحية والتسليح.وسيتم خلال هذا العام تشغيل المعهد السابع في أبو عريش بمنطقة جازان.
وتأتي هذه المعاهد السبعة ضمن منظومة تدريب متكاملة تعمل بشراكة استراتيجية بين المؤسسة وقطاع الأعمال ,تم من خلالها حتى الآن تشغيل (21) معهد شراكات استراتيجية تقدم برامج متخصصة في مختلف المجالات التقنية مع عدد من كبرى شركات القطاع الخاص, ومصممة وفق احتياجات سوق العمل السعودي في مختلف القطاعات والتخصصات، وتتصدّر أوليّاتها في التدريب عدد من قطاعات الاقتصاد الحيوية المنتجة للوظائف، وذلك تماشياً مع أهداف خطة التنمية الشاملة الرامية إلى إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص في المشاريع التنموية، حيث بلغ عدد إجمالي المتدربين الملتحقين في معاهد الشراكات الاستراتيجية (7,834) متدرباً، بعد أن تقدّم في العام الماضي (75,148) شاباً قُبل منهم (6,698) متدرباً، في الوقت الذي خرّجت فيه المعاهد العام الماضي (1,864) خريجاً اتجهوا مباشرة إلى سوق العمل في ظل اعتماد برنامج الشراكات الاستراتيجية على مبدأ التدريب المبتدئ بالتوظيف وتعمل المؤسسة حالياً على تشغيل (5) معاهد جديدة، ثلاثة منها في جدة، وهي المعهد الوطني لتقنيات المياه بالشراكة مع الشركة الوطنية للمياه، والمعهد السعودي للتقنيات الألمانيّة بشراكة مع شركة الجفالي والشركات الألمانية، وأكاديمية الطيران المدني بالشراكة مع الهيئة العامة للطيران المدني، ومعهد في منطقة الحدود الشماليّة وهو معهد وعد الشمال التقني بالشراكة مع شركة معادن، وأخيراً معهد النقل بشراكة مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الأستاذ فهد بن مناحي العتيبي أن المؤسسة واصلت بذل جهودها المضاعفة للدخول في شراكات استراتيجية مع كبرى قطاعات الأعمال وفي مقدمتها شركة أرامكو السعودية، وقد أثمرت هذه الجهود في تحقيق المزيد من التوسع في تنمية الموارد البشرية الوطنية وتأهيلها ودخول كبرى شكات قطاع الأعمال في مجال التدريب، وهذه الشراكات أسهمت في تحقيق عدد من الأهداف والغايات ومنها توحيد الجهود والطاقات نحو تحقيق أكبر درجات التكامل مع الاحتياجات الفعلية للقطاع الخاص، ودعم برامج نقل التقنية بشكل عام وتقنيات التدريب الحديثة بشكل خاص، إلى جانب زيادة وتعزيز جودة التدريب التقني والمهني في سوق العمل عبر استقطاب ونشر الخبرات العالمية في التدريب التقني والمهني، والمشاركة الكاملة لقطاعات الأعمال في التخطيط والتنفيذ والتمويل لبرامج التدريب التقني والمهني، وإيجاد كوادر بشرية ذات تدريب عال ورغبة قوية في العمل وانضباطية عالية في الأداء.
وتابع العتيبي: “تتولى المؤسسة بموجب تلك الشراكات إنشاء المعاهد، وتجهيزها بالتجهيزات الأساسية ويشارك القطاع الخاص بالتشغيل وتوفير المدربين المتميزين والبرنامج التدريبي، كما يوفر القطاع الخاص تجهيزات تخصصية، ويستفيد من دعم صندوق الموارد البشرية، وتمتاز برامج الشراكات الاستراتيجية بحرية اختيار المشغلين المحليين أو الدوليين، وتقوم بتشغيل المعاهد القائمة حالياً عدة جهات دولية منها اليابانية والأمريكية والنيوزلندية والكندية والبريطانية والهولندية” الجدير بالذكر أن المؤسسة تعمل على تحويل برامجها التدريبية إلى برامج شراكات منتهية بالتوظيف من خلال إنشاء معاهد متخصصة بالتعاون مع الشركات الكبيرة أو برامج منفردة بشراكة مع الشركات الصغيرة والمتوسطة وذلك في مختلف القطاعات