نجح فريق أمني من شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة جدة في الإيقاع بتشكيل عصابي خطر، نفذ عمليات سطو مسلح على محال تجارية في أحياء مختلفة، أصاب ضحاياه برصاص حي، قبل الفرار من مسرح الجريمة، الذي لم يستمر طويلا بعد ملاحقتهم من عدة فرق متخصصة ونجاحها في فك طلاسم الجريمة المعقدة.
وتلقت الأجهزة الأمنية في شرطة جدة بلاغا عن تسجيل حالة سرقة بأحد المحال التجارية الملحقة بمحطة وقود بشارع فلسطين في السادسة صباحا، وأكد البلاغ تعرض عامل في المحل للإصابة بطلقات نارية، بعد نجاح اللص في الاستيلاء على مبلغ مالي كان بحوزة العامل، ثم هرب إلى جهة غير معلومة.
فور تلقي البلاغ تحركت الفرق الأمنية المختلفة بتشكيل من شعبة التحريات والبحث الجنائي إلى مسرح الحادثة، واتضح أن الموقع عبارة عن محطة وقود ملحق بها المحل التجاري، حيث دخل الجاني إلى الموقع كزبون عادي قبل أن يقدم على فعلته ويسرق المحل، فيما لم تتحرك العمالة الآسيوية في المحطة بعد سماع صوت الطلقات النارية. وتم نقل المصاب إلى المستشفى لعلاجه.
ورغم انعدام الخيوط التي تكشف الجناة، خصوصا أن العمالة فشلت في التقاط لوحات المركبة التي استخدمها الجاني بعد أن عمد إلى إخفائها، شكل رجال الأمن فريقا لتحليل ودراسة الحادثة وحصر الشبهات ومطابقتها مع جرائم سابقة؛ بهدف الوصول إلى الجاني في ظل المعلومات التي قدمها الضحية، وهو من الجنسية اليمنية.
وخلال تواصل التحقيقات، تم تسجيل حادثة أخرى أصيب خلالها عامل هندي وآخر يمني تلقت أجسادهم طلقات نارية من جانٍ أثناء تواجده في المحلات التجارية الملحقة بمحطة وقود بشارع حراء، إلا أن أوصافه تطابقت مع مطلق النار في شارع فلسطين، مستخدما نفس الأسلوب في السرقة وإطلاق النار.
تكرار الحادث بنفس الأسلوب استدعى تشكيل نقاط تفتيش لرصد الجناة وأوصافهم، غير أن الجناة واصلوا هروبهم من الموقع، وهو ما حدا برجال الأمن إلى طلب خبراء الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة في شرطة جدة، والذين قدموا لرفع كافة الأدلة والبصمات والقرائن من الموقع واستعانوا بخبير الرسم في الأدلة الجنائية، والذي نجح في رسم وجوه تقريبية للجناة، ومع مواصلة العمل في كافة الاتجاهات والتدقيق في كافة سجلات القضايا المشابهة وأصحاب السواق خصصت شعبة التحريات والبحث الجنائي عناصر سرية تتبعت المعلومات حول المشتبه بهم في مواقع مختلفة بالمحافظة، خصوصا أن المعلومات التي أدلى بها أحد العمال في السرقة الأخيرة أظهرت أنها لوحة مسروقة من مركبة في حي الوزيرية.
ومع وضع تصور كامل للسرقات وتجميع الخيوط، تمكن رجال الأمن من الاستدلال على موقع سكن أحد المشتبه بهم، وهو متخرج في الثانوية العامة وبصحبته جناة آخرون، فيما فصل أحدهم من الخدمة.
ضبط الجناة استدعى الاستعانة بفرق متخصصة من قوات الطوارئ، خصوصا في كون الجناة المنفذين للسرقات يبادرون بإطلاق النار؛ لذا شاركوا في ضبطهم بحي الحرازات جنوبي جدة، وقد شكلوا طوقا أمنيا حول المنازل التي يقطنونها وجرى ضبطهم دون الحاجة لإطلاق الرصاص، وبعد عرض المشتبه بهم تم التعرف عليهم فورا.
في المقابل، أكد مدير شرطة جدة اللواء مسعود بن فيصل العدواني أن التنسيق الأمني المكثف بين الأجهزة الأمنية ساهم في القبض على الجناة الذين يخضعون حاليا للتحقيقات، لافتا إلى أن الجناة استخدموا مسدسا في تنفيذ جرائمهم.
يذكر أن مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي تابع العمل الأمني الذي أشرف عليه اللواء العدواني ونفذته وحدة مكافحة جرائم السرقات في شعبة التحريات والبحث الجنائي بقيادة مديرها العقيد عبدالرحمن الشهراني.