كشف اللواء طيار ركن عبدالله الغامدي قائد القوات الجوية بالإنابة عن مآثر ومواقف مؤثرة في حياة الفقيد الفريق ركن محمد الشعلان قائد القوات الجوية الملكية السعودية الذي وافته المنية أول من أمس (الأربعاء) خلال رحلة عمل خارج المملكة.
وأوضح الغامدي أنه والشعلان تخرجا معا عام ١٩٧٩م، مشيرا إلى أن الفقيد كان منذ بداياته مثابرًا في عمله عاشقًا للطيران ونال العديد من الجوائز خلال قيادته للطائرات في بداية حياته العملية، ذاكرا وفقا لصحيفة “سبق” أنه سأله ذات مرة عن أجمل أيام حياته فقال دون تردد إنها تلك الأيام التي كان يحلق بطائرته في السماء قبل أن يتولى مهام قيادية إدارية على الأرض.
وتابع أنه – رحمه الله – كان ينسى نفسه ويتحامل على وقته وألمه في سبيل العمل، وأنه منذ توليه قيادة القوات الجوية وهو في اجتماعات مع القادة، لترتيب كل الأعمال خصوصًا بعد انطلاق عاصفة الحزم، حيث لم يكن يهدأ له بال إلا عندما يعلم بأن العمل يسير على الوجه الصحيح.
وروى الغامدي أنه منذ أسابيع لاحظ الإرهاق باديًا على وجه صديقه فطلب منه أن يذهب للراحة إلا أنه رفض وظل يواصل العمل حتى ينهي كل المهام التي بين يديه، مشيرا إلى أنه كان يعلم حينها أنه لا يستريح يوميا سوى ٤ ساعات يعاود بعدها العمل من جديد متنقلاً بين كل المواقع المهمة.
وعن اهتمامه بالطيارين والطائرات، سرد الغامدي موقفا لذلك، قائلا: “خلال عمليات عاصفة الحزم اضطر أحد الطيارين السعوديين إلى التخلي عن (توانك الوقود) ليخفف وزن طائرته وينجح في تفادي أحد الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات الحوثية، واعتقدت حينها الميليشيات أن توانك الوقود هي الطائرة، وبينما كنا نتبادل الحديث حول ذلك كان الشعلان يفكر مليًا قبل أن يجتمع بنا ويتحدث عن الطبيعة الجغرافية الجبلية الوعرة التي سقطت فيها تلك التوانك، ويطلب مراجعة خطط الإنقاذ لو أن من سقط هي الطائرة وكيف يمكن إنقاذ الطيار في أسرع وقت ممكن”، مضيفا: “لم نخرج من اجتماعنا إلا بعد أن حدثنا آليات الإنقاذ المسلح والتي ستمنح الطيارين فرصة للنجاة في حال سقوط طائراتهم لا سمح الله”.
وأشار الغامدي إلى أن الرحلة الأخيرة للشعلان التي وافته المنية خلالها كانت إلى بريطانيا، حيث غادر لإجراء مباحثات عسكرية مع الجانب البريطاني حول العديد من المشروعات التي تهم القوات الجوية، وهناك تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى ولم يمهله القدر بعد أن توفي رحمه الله بسكتة قلبية، منوها: “فقد الوطن بذلك أخًا عزيزًا ومحاربًا شجاعًا نذر نفسه من أجل دينه ووطنه ومليكه”.
وفيما يخص آخر قراراته – رحمه الله، قال: “إن الفريق الشعلان أثناء وجوده في لندن بغرض إجراء مباحثات عسكرية قبل أن يتعرض لأزمة قلبية أدت لوفاته، كان في اتصال مباشر معه لإدارة الأعمال المهمة، فكان آخر توجيهاته التعجيل بصرف رواتب بعض المتدربين في أمريكا التي تأخرت بسبب خطأ تقني”.
وتابع أن الفقيد كان حريصاً على زملائه ومحافظًا على حقوقهم ومهتمًا بكل شؤونهم حتى في آخر لحظات حياته.
يذكر أن وزارة الدفاع السعودية كانت قد نعت صباح أول من أمس قائد القوات الجوية الشعلان، فيما شُيعت جنازته بعد صلاة عصر اليوم (الجمعة) من مسجد الراجحي بالرياض.