أكد وكيل وزارة المالية الأسبق الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز الدخيل، أن رواتب الموظفين الحكوميين السعوديين مرتبطة بالإنتاجية التي هي ضعيفة، لذا فهو يرى أنهم لا يستحقون زيادة رواتبهم، كونهم لا يعملون بكد وجهد بل يبحثون عن الراحة، وأضاف الدخيل في حواره منبها إلى ضرورة إعادة هيكلة أجهزة الدولة وتقليصها والتخلص من كثرة أعداد الموظفين الحكوميين وتعويضهم بـ “الشيك الذهبي”.
وقال الدخيل أن الشاب المتخرج يبحث أولاً عن العمل الحكومي رغم تدني الراتب، لبحثه عن الراحه والطمأنينة، ويبتعد عن القطاع الخاص رغم ارتفاع الراتب مقارنة بالوظيفة الحكومية هربًا من الكدّ والجهد.
وعن رأيه بضرورة إلغاء ثلث وزارات الدولة، أوضح أن مسألة “الثلث” غير مقصودة بالتحديد، وأن المقصود أن هناك أجهزة حكومية كثيرة وموظفين حكوميين كثيرين يزيدون عن الحاجة، ما يؤدي لانخفاض إنتاجية الموظف وزيادة حجم البيروقراطية والفساد المالي والإداري، مشيرا إلى إمكانية الاستغناء عن هؤلاء وإعطائهم “الشيك الذهبي”، أي ما يساوي راتب الموظف لعشر سنوات قادمة مثلا، وترك الفرد يبحث عن عمل خاص أو تجارة خاصة مع تقديم الدعم المعنوي والاستشاري له.
ولفت إلى أن الوحيد القادر على تحريك الحياة الاقتصادية بعد البترول هو المواطن السعودي المبدع المنتج وليس الخامل المستهلك، مفسراً: “نحن كمجتمع انتقلنا من حالة الفقر قبل النفط إلى ثراء سهل وسريع بعد النفط، هذه النقلة السريعة في الثروة بدون جهد منا أضعفت قدرتنا على العمل والإنتاج وزادت من ميولنا إلى الاستهلاك والإسراف، لذا أنا خائف من المستقبل، بترول سوف ينتهي، وإنسان يميل إلى الاستهلاك والراحة أكثر من ميله إلى العمل والإنتاج والاستثمار والادخار”.
وأكد: “لا بد من بناء إنسان سعودي منتج ومبدع قادر على بناء رأس مال مادي وفكري يحل محل البترول عند نضوبه، لكن بناء إنسان سعودي كهذا يبدأ أولاً وقبل كل شيء ببناء عقله بناء يتناغم مع الإنتاج والإبداع”.