في الخامس من مايو 2009 كانت الجماهير الرياضية والنصراوية على وجه الخصوص على موعد مع حدث قد يكون طابعه روتينيا ولكن كان الانتظار لم يحدث بعد ذلك، تكليف الأمير فيصل بن تركي رئيساً للنصر بعد استقالة سلفه فيصل بن عبدالرحمن، في أصعب وأعصب الحقب على النادي العاصمي، حقبة مريرة لم تشهد جماهيره مثلها ورغم ذلك تسابقت لدعمه في المدرجات.
بدأ الرئيس الجديد بوضع فلسفته الخاصة ليطبقها على أرض الواقع رغم ضعف الإمكانيات آنذاك، وجد أرضا قاحلة يحتاج إلى جهد كبير في زراعتها، فكانت النتيجة لا يوجد أي لاعب من فريقه في المنتخب الوطني، فلكي تتحول المعادلة إلى فريق عظيم وانضمام لاعبي الفريق إلى المنتخب الوطني تحتاج إلى مغامرة لا يقوم بها سوى رجل واحد، رجل مليء بالطموح ومغلف بالشغف والحماسة.
بدأت الحقبة الجديدة وكانت فلسفته أن يجلب لاعبا يشكل البنية الأساسية لمشروعه في فريقه، ويكون الوافد الأول للمنتخب الوطني، وقع الاختيار على حسين عبدالغني القادم من نيوشاتل السويسري، لتتشكل اللبنة الأولى من مبنى الرئيس الجديد، بعد ذلك بشهر خاض المنتخب الوطني لقاء وديا أمام عمان، وكان أول المنضمين حسين عبدالغني، اللاعب الوحيد من النصر، بعد نجاح الجزء الأولى حان الآن ترميم ذلك بتدعيم عدد أكبر من اللاعبين لينعكس على تواجدهم في المنتخب الوطني.
كانت المشكلة الأولى التي تواجه رئيس النصر هي حال النصر في تلك المرحلة، كانت المفاوضات مع اللاعبين تحتاج جهداً أكبر ومالاً أكثر، فبحث عن دعم الفئات السنية والتعاقد مع لاعبين لتحسين جودة الفريق نسيباً، فكانت النتيجة في كأس الخليج 2010 التي أقيمت في اليمن تواجد أربعة لاعبين دفعة واحدة من النصر، هل كان انتصارا؟ لا بل كانت دفعة معنوية حاسمة، أحمد عباس، خالد الزيلعي، إبراهيم غالب وريان بلال.
كان انتصاراً معنوياً في وقته في ظل ما كان النصر يعيشه من ترنح على صعيد النتائج، رغم أن المنتخب السعودي لعب في منتصف عام 2010 مع المنتخب الإسباني لقاء ودي ولم يتواجد سوى نصف العدد، حيث تواجد محمد السهلاوي وخالد الزيلعي على دكة البدلاء.
كان بعد كأس الخليج بشهرين كأس آسيا 2011 وقعت الصدمة بعدم تواجد أي لاعب نصراوي في القائمة المستدعاة من قبل البرتغالي بسيرو، ولإيمان الرئيس الطموح بأن الضربة التي لا تسقطك تزيدك قوة جعلته يبحث عن لاعبي المنتخب الأول، فتعاقد مع خالد الغامدي ليضمن اسمين في قائمة المنتخب السعودي، وبالفعل تحقق ذلك في ودية المنتخب السعودي مع الإسباني بعد ذلك بتواجد محمد عيد ومحمد السهلاوي وخالد الغامدي في قائمة المنتخب.
بعد ذلك بشهرين في لقاء الأرجنتين الودي في استاد الملك فهد عندما حضر ميسي وحضر كل شيء معه، تواجد محمد السهلاوي في تلك المباراة فقط من الأصفر.
واستمراراً للمباريات الودية الكبرى خاضت السعودية لقاء مع الأوروغواي في نهاية عام 2014 احتفالا بملعب الجوهرة ملعب الملك عبدالله بجدة، وضمت القائمة خمسة لاعبين من النصر، ووقع اختيار لوبيز كارو على حسين عبدالغني وعبدالله العنزي وشايع شراحيلي ويحيى الشهري وعمر هوساوي.
وفي ظل التطور الكبير في حال النصر، فقد أصبح بيئة جاذبة لجلب النجوم فقد نجح بن تركي في ترميم مبناه المتهالك، وأصبح ناديه رافدا مهما لا غنى عنه للمنتخب السعودي وتحديداً بعد التعاقد مع يحيى الشهري وأحمد الفريدي، حيث وصل عدد لاعبي النصر في آخر مشاركة رسمية للمنتخب السعودي وهي كأس آسيا 2015 خمسة لاعبين، وهم إبراهيم غالب ومحمد السهلاوي وعمر هوساوي وعبدالله العنزي ويحيى الشهري، وهم الذين استمروا مع فيصل البدين، عدا غالب الذي تعرض لإصابة الرباط الصليبي، وحل مكانه شايع شراحيلي.
خلال ستة مواسم استطاع فيصل بن تركي إعادة فريقه إلى منصات التتويج ببطولتي دوري وكأس ولي عهد، فازداد عدد لاعبي النصر المنضمين للمنتخب السعودي لتستقيم المعادلة بعد سنوات من استحالة تحقيقها.