استنكر الدكتور والداعية الإسلامي “طارق السويدان” ما فعله بعض المُتظاهرين البحرينين برفْع أعلام وصور ورموز لدولة أجنبية, مُعتبراً ذلك خيانة للدولة واستفزازاً لحكومة البحرين, ومُضيفاً أن ما فعله المُتظاهرون كان سبباً في تعطيل مرافق التعليم والحياة في البلد، حيث انقلب العقل إلى تخريب، والحق إلى فساد، والمُطالبات السِّلمية إلى تدمير, وخاطب السويدان المُتظاهرين قائلاً: “لقد انقلبت مطالبكم إلى مطالب شيعية، وما من عاقل يقبل بالطائفية مشرباً أو مطلباً، فإن شئتم هذا فستتحوَّل إلى فتنة تحرِق الأخضر واليابس، ونحن أهل السنة لا نقبل بهذا أبداً، وسأكون أول مَن يواجه هذه الفتنة، أطالبكم بأن تقدِّموا صفاء الولاء للبحرين دولتكم التي تُظلُّكم جميعاً، وأن تبتعدوا عن الطائفية، وإلا فلن يقف معكم أحد من العقلاء”.
وبيَّن السويدان في بيان أصدره حول أحداث البحرين أن ولي العهد البحريني، الشيخ سلمان وقف موقفاً عاقلاً ورائعاً، حينما أوقف تدخُّل القوات الخاصة، واشتباكهم مع المتظاهرين، ودعا مباشرة إلى الحوار الشامل والجريء، والذي يقوم على أساس توفير العدالة والمساواة للجميع, مُضيفاً أن موقفه الواضح في مناصرة حقّ الشعوب كلَّفه الكثير، فخسر أحباباً لم يكن يتمنّى خسارتهم، وتطاول البعض عليه بكلام لا يرتضيه الأدب والأخلاق، وأُشيع عنه أنه تشيَّع, مُوضحاً أن البعض لا يفرِّق بين قول الحق، وإن كان لطرف آخر وبين اعتناق رأيه ومذهبه، وأنا لستُ فناناً أُرضي الجماهير، بل صاحب رأي، لا يرضى إلا برضا ضميره وقول الحق.
وأكَّد الدكتور طارق أن لديه إيماناً راسخاً بحقّ الشعوب في الحرية والكرامة والمساواة، وضمان الحقوق الأساسية والسياسية لكل فئات الشعوب بغض النظر عن دينها وطائفتها وانتمائها.
وفي رسالة وجَّهها للمتظاهرين في البحرين قال السويدان: “لقد ناصرت مطالبكم حينما كانت سِلْمية عادلة مقبولة، وأيَّدت حقَّكم حينما كان متعقّلاَ، يخاطب العقلاء، لكن الأمر الآن انحرف عما بدأتموه, دُعيتم إلى الحوار فتلكَّأتم وتباطأتم. وهذا خطأ وانحراف عن العقل والصواب، فقد كانت دعوة صادقة مفتوحة، بدأها سمو ولي العهد بخطوات إيجابية ومواقف تُعبِّر عن حسن نواياه ونوايا الحكومة، فلم تُبادلوا التحية بمثلها أو أحسن منها, وأقول لكم: ليس لنا خيار سوى الحوار، ولن نخرج بنتيجة إلا بالحوار، فلا تمزِّقوا أوصال بلدكم وتسمحوا للطائفية أن تنشر شياطينها”.
وأوضح السويدان أن ما فعله المُتظاهرون كان سبباً في تعطيل مرافق الحياة في البلد وقطع الطرق الرئيسية فيها، مُبيناً أن الجميع يعلم أن البحرين مركز مالي في المنطقة، فإذا تمّ تعطيل البلد تعطَّلت موارده وسبله، وانقلب العقل إلى تخريب، والحق إلى فساد، والمطالبات السلمية إلى تدمير، قائلاً: “تصرُّفاتكم هذه هي التي استفزَّت رجال الأمن، وحرَّكت حكومة البحرين؛ لتفعيل اتفاقية درع الجزيرة مع دول الخليج، والتي تكفل التدخُّل العسكري، وهذا حقٌّ لهم حسب الاتفاقيات المُعترَف بها، ولا يُعتبَر غزواً خارجيّاً”.
وبيَّن الدكتور طارق السويدان أن التجمُّع الوطني قدَّم مُطالبات عاقلة نُشجِّعها ونُحيِّيها، واقترح السويدان بأن تتوحَّد المطالب، وتُصاغ وتُحدَّد وتُقدّم بقائمة واحدة دون تمييز بين مطالب شيعية وأخرى سنية.
وفي نهاية بيانه طالب السويدان بنشر بيانه هذا كما هو، مُبيناً أن البعض قام باجتزاء ما يناسبه من كلامه وبياناته السابقة، ونشروه في وسائل الإعلام وعبر الشاشات في ساحة اللؤلؤة، وأثنوا عليه بأنه منصف وعاقل، وقال السويدان: “لديَّ طلب أخير أتقدَّم به، إن كنتم منصفين، وهو أن تعرِضوا كلمتي وبياني في كل الأماكن والشاشات التي عرَضتم فيها بياني الأول، فكما اعتبرتموني حينها عاقلاً، فإنني ما زلت كذلك، وأريد لكم وللبحرين سلاماً ورخاءً وتقدُّماً، لكن ليس بالتخريب والطائفية”.