[JUSTIFY] تعدُّ المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية السبع التي أسست جامعة الدول العربية قبل 70 عامًا مضت، انطلاقًا من إيمان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – بأهمية دعم وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات والمتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية آنذاك، وما شهدته من منعطفات سياسية كبيرة أثرت على معظم الدول.
وحريٍ بنا في الوقت الذي تحتفي فيه الجامعة العربية اليوم الأربعاء ب”يوم الوثيقة العربية” المتزامن مع مرور 70 عامًا على مسيرة العمل العربية المشترك وتأسيس الجامعة عام 1945م، أن نتذكر اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بالملك فاروق ملك مصر – رحمهما الله – عام 1945م في جبل رضوى شمال غرب المملكة، حيث جرى خلاله دعم بنود إنشاء الجامعة.
وبرز خلال اللقاء توافق الرؤى بين الملك عبدالعزيز والملك فاروق تجاه إنشاء الجامعة العربية، وبدأت منه الخطوات الجدية نحو دخول المملكة لمنظومة الجامعة ودعمها بعد أن وافق الملك عبدالعزيز على بروتوكول الإسكندرية، ليتم الإعلان عن انضمام المملكة رسميًا للجامعة عام 1945م.
وتشير الوثائق التاريخية التي تحتفظ بها “دارة الملك عبدالعزيز” عن موقف الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – من إنشاء الجامعة العربية، إلى أن الملك المؤسس أكد في إحدى رسائله الخاصة بموضوع الجامعة أن المملكة العربية السعودية تود أن ترى كلمة الدول العربية مجتمعة ومتفقة على مبادئ وأسس متينة من شأنها أن تهدي إلى ماتصبو إليه الأمة العربية جمعاء دون النظر لجر مغنم لبعضها دون البعض، وأن يتم اتقاء المخاطر والحبائل التي تضر المصلحة العربية، وأن تكون الخطى معقولة ومضبوطة حتى لاتتعرض لما يعوق سيرها ويسد طريقها.
وتضمّن ميثاق جامعة الدول العربية بيان الأهداف من وراء إنشائها والمتمثلة في تثبيت العلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تعزز تلاحم الدول العربية، والحرص على دعمها وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها، وتوجيها لجهودها إلى مافيه خير البلاد العربية قاطبة.
وأسهمت المملكة على مر عهود ملوكها – رحمهم الله – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في دعم أعمال الجامعة العربية، لاسيما مايتعلق بدعم وحدة الصف العربي، وتفعيل قراراتها التي تخدم هذا الهدف، ومن أهمها القضية الفلسطينية التي قدم من أجلها العديد من المبادرات من أجل حلها بصورة عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ومن هذه المبادرات مبادرة السلام العربية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – للقمة العربية المنعقدة في مدينة فاس المغربية عام 1982م حينما كان وليًا للعهد، والمبادرة التي قدّمها في ذلك الخصوص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، وحظيت بقبول عربي ودولي وأصبحت مبادرة السلام العربية خلال اجتماع مجلس الجامعة المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002م.
وبالتزامن مع هذا الاحتفال العربي، أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتابًا بعنوان (المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية.. مواقف ووثائق مختارة) سطر في صفحاته وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير كلمة، أكد فيها أن الاحتفال يأتي في ظل مرحلة دقيقة ومهمة تشهد منعطفات تاريخية يعيشها العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة. ودعا معاليه إلى العمل المخلص والجاد لتطوير آليات الجامعة العربية بما يمكنها من توحيد الرؤى لمواجهة التحديات بصورة مأمولة، وتحقيق تطلعات قادة وشعوب الدول العربية للارتقاء في مختلف المجالات التي تعزز العلاقات العربية.
وفي ذلك السياق أيضًا، أوضح الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمة مماثلة، أن المملكة العربية السعودية من الدول العربية السبع المؤسسة للجامعة العربية، وعملت على توحيد كلمة العرب على مبادئ وأسس قوية تحقيقًا للوحدة العربية التي تصبو إليها الأمة العربية. ويتطرق الكتاب إلى المراحل الأولى لإنشاء الجامعة العربية، والموقف الداعم والمؤيد لها من الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – لكل ما يجمع شتات العرب ويوحد صفهم ويعلي كلمتهم ويرفع شانهم، مدعما بمختارات من الوثائق والصور والأخبار المنشورة في صحفية أم القرى وبعض الصحف العربية.
ووزّع الكتاب اليوم على هامش معرض وثائقي تاريخي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة مشتملاً على وثائق رسمية، وصور فوتوغرافية، وقصاصات صحفية أرشيفية، أبرزت تاريخ جامعة الدول العربية، ومسيرة العمل العربي المشترك في سبعين عاماً. [/JUSTIFY]