[JUSTIFY] يرتكز عالم كرة القدم الكبير، على عنصر مهم تتفرع من خلاله الأطراف الأخرى المؤثرة في المنظومة الكروية، ويتمثل هذا العنصر باللاعب الذي يفني أعواما طويلة من عمره داخل أرض الملعب يدافع ويهاجم ويسعى لتحقيق الإنجازات ووضع بصمة في تاريخ النادي والمنتخب في آن واحد.
بعض اللاعبين افتقدوا لأبسط مقومات الطموح والسعي وراء تحقيق الأمجاد الشخصية، والألقاب الكروية، يعيشون روتيناً يومياً يتمثل بأداء التدريبات الجماعية، والمشاركة خلال دقائق بسيطة في الموسم، من دون أن يشعروا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم اتجاه إدارة نادٍ تضخ الكثير من الأموال لصنع الفارق، وجماهير مساندة تحترق على المدرجات.
أحد تلك الأمثلة التي أخذت حيزاً من الفراغ من دون جدوى، هو لاعب وسط الهلال عبدالعزيز الدوسري؛ الذي يخوض عامه السابع مع الفريق الأول، فترة طويلة بالنسبة للاعب كرة قدم يبحث عن الاستقرار في بيت واحد من دون انتقال، لم تساعده في بناء منزلٍ جديد له في حديقة الهلال الغنّاء إلى جانب الكثير من النجوم السابقين وبعضٍ من الحاليين.
أجهزة فنية متعاقبة، وإدارات متتالية، وفرص بالجملة نالها عبدالعزيز الدوسري بالقميص “الأزرق” من دون جدوى، إذ حالت الإصابات المتلاحقة في ابتعاده أوقاتاً طويلة، كما أن انعدام سقف الطموح والإرادة على إثبات الوجود يعد السمة الأبرز في حاضر اللاعب الذي ابتعد لأعوام طويلة عن تمثيل المنتخب السعودي الذي تناوب على التواجد فيه الكثير من العناصر الحالية والسابقة في الفريق الهلالي.
لقاء الاتحاد الأخير، كان أحد الشواهد الحيّة على شرود ذهني ليس له مثيل لهذا اللاعب، الذي قدّم أداءً هزيلاً للغاية كان فيه عنصراً سلبياً مؤثراً على زملائه اللاعبين الذين حاولوا حتى الدقائق الأخيرة روحاً وعطاءً في العودة إلى المباراة.
أعوام عديدة مضت كان فيها الدوسري اسماً ثابتاً في تشكيلة الهلال الموسمية، ومعها أصبح هناك أكثر من عنصرٍ شاب يتحين الفرص لتقديم الفائدة الفنيّة المرجوة على حساب من نال الفرص الممكنة لإثبات الوجود من دون جدوى.
انتهى زمن المجاملات، وعلى اللاعب عكس صورة جميلة عنه فيما تبقى من لقاءات مقبلة إن أراد حفظ ماء الوجه واستعادة ثقة الجماهير مجدداً، وهي التي أصبحت تطالب وبصوت عالٍ إبعاده عن التشكيلة الزرقاء ومنح مقعده لأحد العناصر الشابة التي تمنح الفريق روحاً وحماساً جديداً يفتقده الدوسري الذي استمر في القائمة الزرقاء بملايين الريالات التي أرهقت خزينة ناديه من دون أن يقدم ما يشفع له باستنزاف مثل هذه الأموال التي لو صرفت تجاه لاعبين شباب آخرين ربما أفادوا الفريق أكثر منه، ويبدو أن من أشار على تجديد عقده لم يدرك جيدا مصلحة الهلال لاسيما أن اللاعب اتخذ عملية التجديد أشبه بالمساومة، وأن هناك أندية منافسة تخطب وده ولسان حال الكثير من جماهير ناديه (ليته غادر إلى حيث يريد) بدلا من أن يصبح عبئا على التشكيلة وعلى الخزينة الزرقاء.[/JUSTIFY]