حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من خطورة ثورة الاتصالات والقنوات الفضائية.
وقال: «إن ما ساعد على الفتن قلة العلم وانتشار الجهل وثورة المعلومات وتقنيات الاتصال والقنوات الفضائية التي تنشر البلاء والفتن والمصائب، ومنها فتنة التفرق والقتال بين المسلمين»، مؤكدا أن النزاع والقتال بين المسلمين أمر محرم؛ لأنه يمهد للنيل من قوة الأمة وكرامتها.
وبين المفتي، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، أن من الفتن فتنة البروز والظهور في وسائل الإعلام المختلفة، قائلا: «يراها البعض شرفا له لا يبالي بما يقول، ربما حمله حب الظهور أن يفتي في أمور الدين بلا علم وحجة حتى يقال فلان»، وزاد «لا يجوز أن تفتي بغير علم، ولا أن تعبر الأحلام وأنت غير عالم، يجب أن تقف عند حدك، فمن أحسن العلم فليفتِ، ومن لا علم له ليراقب الله ويتقه».
واستطرد الشيخ عبدالعزيز، قائلا: «سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان كفروا المجتمعات وعلماءها وحكامها، وحكموا عليهم بالضلال والكفر، فسعوا إلى سفك الدماء واغتيالات الأمة وتدميرها والسعي في الأرض فسادا، تحت ستارات التكفير والتبديع التي ما أنزل الله به من سلطان، استحلوا دماءها وأموالها، وهذا خطأ وضلال».
ولفت سماحة المفتي إلى أن «من الفتن فتنة البدع والخرافات والأمور الشركية، وفتنة تسلط الأعداء على الأمة المسلمة مباشرة، أو تسترا ببعض أبناء المسلمين الذين عظم النفاق في نفوسهم، فجعلوا أنفسهم مطايا لأعدائهم للتقرب منهم، فتنة التغريب وتمييع أحكام الإسلام واتهام السلفية الطيبة بأنها انغلاق وجمود، فتنة التعصب الجاهلي والتكتل والنزاع على البروز والظهور والسيطرة على المجتمع، فقسموا الأمة إلى أحزاب وجماعات متنازعة أشغلوا بعضهم ببعض، وكذلك فتنة المخدرات بالترويج والتسويق بين المسلمين فأفسدوا عقولهم وضيعوا مستقبلهم ودمروا كيانهم».