مكثت فتاة مقيمة، تعاني مشاكل أسرية، في سيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوماً كاملاً، منذ ساعات الصباح الباكر أمس الاثنين حتى صلاة العشاء عقب القبض عليها مع ثلاثة شباب في ذهبان.
وتعود تفاصيل القضية إلى ورود بلاغ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذهبان عن وجود فتاة مع ثلاثة شباب عند أحد المحال التجارية بذهبان، وتصدر منهم تصرفات مريبة؛ فانتقلت الهيئة إلى الموقع، وتمكنت من القبض عليهم جميعاً، ثم انتقلت بهم إلى الشرطة حسب تعليمات وزارة الداخلية الصادرة في عام ١٤٢٨ هـ، بأن دور الهيئة ينتهي بالقبض وتسيلم جميع الحالات للشرطة.
لكن شرطة ذهبان في هذه الحادثة رفضت استلام الفتاة؛ وتم تبرير ذلك بوجود تعميم من الهيئة، وُزّع على أقسام الشرط بعدم استلام النساء المقبوض عليهن من قِبل أعضاء الهيئة؛ وبقيت الفتاة داخل سيارة الهيئة إلى حين تم الانتهاء من إعداد محاضر القبض وتسليم الشباب للشرطة.
وبعد الانتهاء من تسليم الشباب أعدت الشرطة أوراق تسليم الفتاة ومذكرة الإيداع، التي يُشترط إعدادها من قِبل الشرطة، ثم انطلقت دورية الهيئة إلى مؤسسة رعاية الفتاة بمكة المكرمة، التي تبعد عن هيئة ذهبان ما يقرب من “١٤٠ كيلومتراً” قبل الظُّهر، وعند تسليمها لرعاية الفتيات اتضح أن الفتاة غير سعودية؛ فرفضت المؤسسة استلامها؛ لأن مؤسسة رعاية الفتيات مخصصة للسعوديات فقط.
عندها اضطر أعضاء الهيئة للعودة بالفتاة إلى شرطة ذهبان لإعداد أوراق تسليمها إلى سجن جدة، وبعد الانتهاء تم التوجه إلى السجن الذي يبعد عن ذهبان “٥٠ كيلومتراً” تقريباً، وعند تسليمها رفض السجن استلامها لعدم وجود ختم شرطة ذهبان على ورقة الإيداع، كما أنه لا بد من تصويرها من قِبل شرطة ذهبان وإحضار صور شخصية للفتاة؛ فعادت سيارة الهيئة مرة أخرى إلى شرطة ذهبان وبها الفتاة.
وبعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة من شرطة ذهبان عادت سيارة الهيئة بعد اكتمال الأوراق إلى سجن جدة مرة أخرى، وأنهت إجراءات تسليم الفتاة بعد صلاة العشاء، وكانت الفتاة خلال هذه الرحلة البائسة تبكي وتصرخ، وتطلب الرحمة من شدة الإرهاق وما عانته من متاعب لوجودها فترة طويلة جداً داخل سيارة الهيئة.
واعترفت الفتاة لأعضاء الهيئة بأنها مذنبة، وتحتاج لحل مشاكلها، وكشفت عن هروبها من أهلها؛ لأنها تعاني ظلماً ومشاكل أسرية؛ وبحاجة إلى الرعاية والعناية، ورفضت إعادتها إلى أسرتها.