حذّر مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من انحراف الإعلام وابتعاده عن أداء الرسالة التي وجد من أجلها قائلا : عندما يتحوّل الإعلام إلى وسيلة تخريب وتشتيت ودعوة إلى أمور تخالف شرع الله فلاشكّ أنه يكون إعلامًا فاسدًا ومضرًا.
مشيرًا إلى أن الإعلام على حسب ما يقوده القائمون عليه، وعلى حسب ما يوجّهون به، فإذا كان من يوجّهه على دين وخلق مستقيم وَجَّهَ الإعلامَ إلى ما فيه الخير والصلاح، فتكون أطروحاتُه جيدةً، ومناقشاتُه هادفةً، بلا تجريح ولا انتقاص، وتكون الغاية إحقاق الحق وتحرّيه، والبحث عن سبل الرشاد.
وأضاف المفتي: لهذا نؤكد على إخواننا الصحفيين والإعلاميين ونقول لهم: يجب أن نكون نحن وإياكم يدًا واحدةً، يجب أن نتعاون بما يصلح الأمة، ويوحِّد صفّها ويقوِّي ارتباطها بقيادتها وولاة أمورها، مبينًا أهمية الإعلام في هذا العصر بأن له أهمية كبرى؛ فإنه مؤثر على كثير من الناس ووسيلة توجيه وإرشاد، وأيضاً وسيلة تدمير وفساد، فإنْ استُغلّ في الخير والتوجيه السليم والدعوة إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، والحرص على المحافظة بالمجتمع، وترابط أفراده وارتباط بعضه ببعض، والسعي في مصالح الأمة، والنظر في مشكلاتها بعدل وإنصاف وحرص على المصلحة العامة ابتغاء وجه الله، والبعد عن كل ما يخالف الشرع، فهذا هو إعلام نافع.
وذلك في كلمته التي ألقاها أثناء رعايته حفل مجلة «نون» لتكريم رئيس تحريرها السابق إبراهيم بن ناصر المعطش بمناسبة انتهاء مهام عمله في المجلة، وذلك في فندق الإنتركونتننتال الرياض، بحضور وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى،وحضور عدد من العلماء والدعاة والإعلاميين.
وبدأ الحفل بكلمة لرئيس مجلس إدارة المجلة الشيخ سعد بن غنيم، رحب فيها بالحضور الذي اجتمع للحضّ على رفع الكلمة الطيبة الهادفة، وتكريم واحد من الأسماء الإعلامية المهمة في مجال الإعلام الإسلامي، وهو إبراهيم المعطش، وقال: نشكركم على ما بذلتموه وما ضحّيتم به من وقتكم الثمين من أجل حضور هذا الاجتماع الطيب، الذي نهدف به إلى دعم الكلمة الطيبة ونشر دعوة الحق، والمنافسة في ميدان الإعلام الإسلامي الورقي والإلكتروني بما ييسره الله لنا تعالى، من قول وعمل وحراسة للفضيلة، ثم ألقى المحتفى به إبراهيم المعطش كلمته التي أكد فيها أن أهمّ نجاح له في مجلة نون هو هذا الجمع الكريم من نخبة المشايخ والعلماء والدعاة والإعلاميين، وأن تشريف والدنا سماحة المفتي إنما هو لحظات لا تنسى ويكفيني شرفاً ما رأيته اليوم وإنما يدل على أن الإعلام الإسلامي إعلام قوي مؤثر وقائد.
وأكد المعطش أن تجربة مجلة نون لا تنسى منذ ولادتها التي استمرت دراستها تسعة أشهر مع الزميل والصديق مبارك الدعيلج، وبدعم لا محدود من صديقنا وفقيدنا أحمد بن عبدالله الرميح، وبعدها عشنا نجاحاتها المتوالية وجاء صدور نون في ظل احتياج الإعلام إلى إعلام بديل محافظ يواكب متطلبات العصر الحديث، وهذا كان من أهم أسباب نجاحها.