قال أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبدالعزيز إن حكومة خادم الحرمين الشريفين «تتطلع إلى الانتقال بالوطن إلى مصاف دول العالم المعرفية، بعد أن أصبح التعليم صناعة، وبات الاستثمار في الإنسان توجهاً وتوجيهاً ملكياً كريماً، ومطلباً ملحاً للتطور والتنمية المستدامة، والتحول نحو اقتصاد ومجتمع المعرفة، وهو ما تعكسه بكل وضوح أرقام موازنة الخير الأخيرة التي سعت إلى الانطلاق بالوطن وإنسانه إلى آفاق أرحب من التطور والتقدم والنمو القائم على إنتاج المعرفة واستخدامها في التنمية المحلية».
وأضاف الأمير خالد خلال كلمته مساء أول من أمس في حفلة تكريم 72 موهوباً وموهوبة من الفائزين والفائزات في التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي أن «خطوات مشروع بناء مجتمع المعرفة والصناعات المعرفية في المملكة قطعت شوطاً كبيراً بدعم الحكومة واهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، على توفير كل ما يلزم لتحقيق قفزات نوعية في طريق ريادة الوطن بين المجتمعات المعرفية».
وأوضح أن الطلاب والطالبات يعدون اللبنة الأولى لتشكيل المجتمع المعرفي، بعد أن تأصلت العلاقة بين الاقتصاد والمعرفة، ليصبح اقتصاداً معرفياً يعتمد بشكل أكثر على الخبرة والإبداع والابتكار والأفكار المبدعة. وقال: «يعد تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية، من أولويات القيادة، وما مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام إلا خطوة متقدمة ورائدة لتحسين الأداء وتجويده، وتوفير بيئة تعليمية معززة للمجتمع المعرفي، وإيجاد أفضل الممارسات لتدريب المعلمين وتأهيلهم، وتطوير المناهج لمواكبة العصر، ولتحقق المملكة ريادة على خريطة العالم المعرفية، ويتجسد هذا التجويد في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي إبداع الذي يضم نخبة من موهوبي وموهوبات الوطن وذخيرته لمستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً، من خلال هذه المشاريع المبدعة والمميزة، التي تعكس ثراء الوطن برأس المال الفكري، وتمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني».
يذكر أن المعرض النهائي لأولمبياد إبداع شهد منافسة بين 518 مبدعاً ومبدعةً – 252 طالبة و266 – عرضواً 400 مشروع مناصفة بين الشبان والشابات في مساري الابتكار والبحث العلمي في 17 مجالاً علمياً متنوعاً ودقيقاً، بدءاً من الجزئيات والتقنية الحيوية والهندسة الوراثية حتى الفضاء والطيران والبتروكيماويات، للفوز بتمثيل المملكة في المعارض المحافل الدولية.
وشهدت الدورة الثالثة من أولمبياد «إبداع» تطوراً تمثل في نوعية المشاريع المقدمة وجودتها ومجالاتها وعدد المشاركين، أما المرحلة الثانية من أولمبياد إبداع والخاصة بتصفيات المناطق التعليمية فشهدت منافسة شديدة بين نحو 2253 طالباً وطالبةً و1700 مشروع من الفائزين في تصفيات الإدارات التعليمية التي شارك فيها 25003 طلاب وطالبات في مسار الابتكار و 27179 طالباً وطالبةً في مسار البحث العلمي في 180 معرضاً أقيمت في مناطق المملكة كافة، وشارك في تحكيم المرحلتين 2200 محكم ومحكمة.
ويعد الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مسابقة علميّة تقوم على أساس التنافس في مساري الابتكار والبحث العلمي، من خلال تقديم مشاريع علميّة فردية أو جماعيّة، وفقاً للمعايير والضوابط الخاصة بكل مسار، يتم تحكيمها من نخبة من الأكاديميين والمتخصصين وفق معايير علميّة محددة لتحديد المشاريع المميزة لترشيحها للمراحل التنافسية الأعلى.
ويهدف أولمبياد «إبداع» إلى إعادة صياغة اهتمامات الطلبة لميادين التعلم والمعرفة، وتوفير البيئة التنافسية التي تشبع اهتماماتهم وتنمي روح الإبداع لديهم.