كشفت مصادر موثوقة عن بدء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تحضيراتها لإطلاق خدمة «باقات تجوال» مجانية، تخدم المواطنين السعوديين خارج البلاد بفئاتهم المختلفة، في خطوة سريعة لإنهاء ما عرف بـ«أزمة التجوال»، التي اشتعلت في الشارع السعودي بعد إعلان الهيئة عزمها إلغاء خدمة التجوال الدولي وإبلاغ شركات الاتصالات بالالتزام بذلك.
وطلبت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مطلع مارس (آذار) المنصرم، من شركات الاتصالات العاملة في السعودية إيقاف خدمة التجوال الدولي المجاني، مهددة باتخاذ «الإجراءات اللازمة» في حال استمرار تقديم الخدمة من دون رسوم.
ورأت الهيئة حينها أن قرار إلزام مشغلي الهاتف الجوال بوضع مقابل مالي نظير استقبال المكالمات الدولية من السعودية وإليها أثناء التجوال في شبكاتها ضروري وجاء لدواعٍ أمنية واقتصادية.
وأبلغ تلك المصادر بأن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عقدت اجتماعات عدة مع شركات الاتصالات في السعودية خلال الفترة القليلة الماضية، بهدف التحضير لإطلاق باقات متنوعة للتجوال مخصصة للسعوديين الذين يقضون فترات خارج السعودية سواء كانت طويلة أو قصيرة.
ويستفيد الكثير من السعوديين في الخارج من خدمة التجوال الدولي، سواء على صعيد السياح أو الطلبة المبتعثين في الخارج أو حتى رجال الأعمال.
ويمكن اعتبار هذا التوجه الذي انتهجته الهيئة بمثابة حل مرضٍ ووجيه للاستياء – بين المواطنين السعوديين تحديدا – والذي أثاره قراراها بمنع شركات الاتصالات من تقديم خدمة التجوال الدولي، ومنح الشركات مدة محدودة يتم بعدها إلزامهم بإيقاف الخدمة.
وتجاوزت آثار قرار الهيئة بإلغاء خدمة التجوال الدولي الشارع السعودي إلى قبة الشورى، بعد أن كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن مجلس الشورى السعودي يعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة توجيه خطاب إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات يتضمن الاستفسار عن أسباب إلغاء التجوال الدولي المجاني، وهو القرار الذي أبدى عدد من أعضاء المجلس اعتراضا كبيرا عليه.
وتأتي هذه المستجدات في الوقت الذي كان أكد فيه مصدر في قطاع الاتصالات السعودي أول من أمس، أن توجه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد لإلغاء خدمة التجوال الدولي المجاني التي تقدمها شركات الاتصالات في السعودية، جاء لكون المستفيد الأكبر من خاصية مجانية التجوال الدولي هم الوافدين بالدرجة الأولى.
وقالت تلك المصادر: «إن الوافدين يقومون بترحيل أعداد هائلة من الشرائح السعودية إلى بلدانهم.. الأمر الذي يحول المكالمة الدولية إلى مكالمة محلية، في حالة لم تشهدها معظم دول العالم» على حد تعبيره.