ألزمت وزارة الصحة أخيراً، مستشفيات القطاع الخاص بتوفير أدوية علاج مرض الملاريا، وذلك عقب جولة الفرق الميدانية الإشرافية على مستشفيات القطاع الخاص ووقوفها على ذلك النقص بسبب عدم اهتمام المستشفيات الخاصة بتوفير المخزون الكافي من عقاقير الحالات، خصوصاً حالات الملاريا الخبيثة (فالسيبارم) وفقاً للسياسة العلاجية الوطنية للملاريا.
وأكد مدير إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص في وزارة الصحة الدكتور أحمد عبدالجبار العيسى، في خطاب موجه لإدارات مستشفيات القطاع الخاص (حصلت «الحياة» على نسخة منه) على ضرورة توفير مخزون كاف من العقاقير المذكورة.
ويأتي ذلك في وقت يتزامن مع موسم هطول الأمطار الذي ترتفع فيه حالات الإصابة بالملاريا في بعض مناطق السعودية، إذ يتطلب استعدادات كافية لتوفير العقاقير الخاصة بالمرض، لعلاج أي حالة ملاريا فوراً دون تأخير.
وتعتبر الملاريا مرضاً يسببه طفيل يدعى (المتصورة)، ينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات أنثى البعوض الحاملة له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد، ويغزو كريات الدم الحمراء بعد ذلك.
ومن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيؤ، إذ تظهر تلك الأعراض عادة بعد مضي 10 أيام إلى 15 يومًا من التعرض للدغ البعوض، ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تهدد حياة المصاب، من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم، وقد اكتسب الطفيل المسبب للملاريا في كثير من أنحاء العالم القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة.
وسجلت المملكة في عام 2011 ما يقارب 2788 حالة إصابة بالملاريا منها 69 حالة محلية بنسبة 2.4 في المئة من مجمل الحالات المسجلة، وبمعدل إصابة 0.44 إصابة لكل 100.000 نسمة من السكان، وقد تم تسجيل الحالات المحلية من منطقتي جازان وعسير، وحالة واحدة من القنفذة فقط (59 حالة من جازان وتسع حالات من عسير وحالة واحدة من القنفذة).
أما عن الوضع الوبائي للملاريا عالمياً، فإن تقرير الملاريا في عام 2010 أشار إلى أن عدد حالات الملاريا بلغ 225 مليون حالة عام 2009، وأن عدد الوفيات بلغ قرابة 781000 وفاة في العام نفسه، ما يشـكل تخفيضاً مقارنة مع عام 2000، عندما بلغ عدد الحالات 233 مليون حالة، وعدد الوفيات يقارب 985000 وفاة.
يذكر أن معظم من يموتون بسبب هذا المرض هم من الأطفال الذين يعيشون في أفريقيا، إذ لا تمر 45 ثانية إلا وتشهد وفاة طفل جراء الملاريا، وبات هذا المرض يقف وراء 20 في المئة من مجموع وفيات الأطفال.
يذكر أن وزارة الصحة السعودية تحتفل سنوياً باليوم العالمي للملاريا، وتوليه اهتماماً بالغاً، إذ تستهدف المصابين بالملاريا، وأهالي المصابين والمحيطين بهم، إلى جانب صانعي القرارات الصحية، والمهنيين الصحيين والجمعيات والمنظمات الصحية، وعامة المجتمع.
وتهدف الوزارة إلى ضمان أعلى درجات الدعم السياسي للبرنامج الوطني للقضاء على الملاريا، وتقوية التنسيق القطاعي بين القطاعات المختلفة ذات العلاقة بأنشطة القضاء على الملاريا، فضلاً عن رفع درجة الوعي الصحي بين المواطنين في ما يخص الملاريا والأمراض الأخرى المنقولة بالنواقل، لضمان أعلى درجات مشاركة المجتمع.