كشف لقاء «إرشادي»، عقدته الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، أمس، عن آليات جديدة لمعالجة سلوك وقضايا الطالبات في المدارس، عبر «احتوائهن، وإبعادهن عن كل ما يعرضهن إلى الانحراف، ومعالجة ظاهرة «الفتيات المسترجلات»، وكذلك الغياب، وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة». عبر تقنيات تربوية حديثة، منها توظيف المسرح الفكاهي، والرسم، والقصة القصيرة، والشعر.
وأوضحت مديرة مكتب التربية والتعليم في غرب الدمام الجوهرة بوغانم، في كلمة ألقتها خلال اللقاء، أن «المطلوب منا جميعاً، تنمية الطالبات، وتوجيهن إلى الوجهة الصحيحة، بما يتناسب مع متطلبات العصر، من خلال تسليط الضوء على قضاياهن السلوكية والاجتماعية، بأساليب حديثة، منها التمثيل المسرحي، والفن التشكيلي، والشعر، وسرد القصص»،.
واعتبرت أن كل ذلك «يعمل على احتواء الطالبات، وإخراج البرامج الإرشادية الهادفة من الإطار النظري، عبر تبسيطها، وجعلها ذات طابع فكاهي، بالإفادة من التقنيات الحديثة»، مشيرة إلى أن اللقاء يمكن القيادات التربوية من «التعرف على تلك الأساليب، وتطبيقها في الميدان، وتقديم أفضل الخدمات الإرشادية، لدعم شخصية الطالبة».
بدورها، لفتت منسقة اللقاء نورة المهنا، إلى سعيهن إلى «صوغ برامج بطابع مختلف، عبر استخدام أساليب جديدة، في محاولة من قسم إرشاد وتوجيه الطالبات، لتلبية حاجتهن، والابتعاد عن الروتين والنمطية في تقديم النصائح والتوجيهات وتعديل السلوك»، مضيفة «نسعى إلى إحداث تغيير مناسب، وطرح معالجة لمشكلات الطالبات في البيئة المدرسية، وبناء شخصية سوية».
واستعرضت مشرفات ومرشدات مشاركات في اللقاء الذي عقد صباح أمس في «غرفة الشرقية»، أبرز القضايا التي تواجههن، وأسبابها.
وقالت مشرفة الإدارة المدرسية نوال اليامي: «إن الانحراف السلوكي يكمن خلفه غياب الأسرة، فكل طالبة غير جادة في دروسها، وراؤها قصة في منزلها»، مضيفة أن «الدور الرئيس يقع على عاتق الأم، ولدينا حالات لطالبات يتركن الدراسة من المرحلة الثانوية، أو المتوسطة، بسبب التسيب وعدم الاهتمام».
واستعرضت مشرفات مشاركات، قصص طالبات ومشكلاتهن، في قوالب شعرية، وقصصية، وكذلك الأساليب الحديثة لعلاج قضايا الطالبات، من خلال الرسم والفن التشكيلي. فيما عرضت مجموعة من الطالبات، مشكلاتهن في الغياب، من خلال مسرحية كشفن من خلالها أسباب الغياب قبل الإجازات وبعدها.
وذكرت المرشدة الطلابية الفنانة التشكيلية وفاء الشمري، «نظمنا معرضاً، ضم لوحات تقدم واقع البيئة المدرسية، والعنف الأسري، والعنصرية، والتقاليد، ومدى تأثيرها على فكر الطالبات، وعلاقة الأم مع الطالبة، ومعاناة الطالبات اللاتي ينتمين إلى أسر سجناء، واليتيمات.
ولوحات أخرى تكشف الواقع، ليس بالكلام، وإنما من خلال الرسومات ذات المعاني العميقة، وهذا ما سيطبق على الطالبات، عبر تفريغ ما يجول في خاطرهن من مشكلات، لأنه يعتبر الأسلوب الأحدث في علاج قضاياهن».
فيما أوضحت مشرفات تربويات، أن «الإرشاد بأسلوب الوعظ لم يعد مجدياً كما كان في السابق، إذ تجده الطالبات الآن أسلوباً مكرراً»، مؤكدات حرصهن على «تفعيل الإرشاد بتقنيات الفكاهة، والمسرح المدرسي، والفن التشكيلي والشعر والقصة، ما يساعد المرشدات على التفاعل مع الطالبات، ويتمكن من خلالها من معرفة ما يعانين منه، وحل المشكلة بأسلوب مناسب»، لافتات إلى معاناتهن من «أنماط سلبية عدة، أهمها الطالبات المسترجلات، والغياب، والنميمة، وغيرها من المشكلات».