رضيت مواطنات حاصلات على مؤهلات علمية بالقبول بمهنة عاملات نظافة داخل عدد من مؤسسات القطاع الخاص بضغط من سوء حالتهن المادية وعدم تمكنهن من الحصول على فرصة عمل مناسبة توازي مؤهلاتهن.
وأشرن إلى يأسهن من طرق أبواب الوظائف الحكومية والأهلية، رغم أن هناك من يحملن نفس مؤهلاتهن ويعملن بوظائف أكثر من جيدة، عازيات الأمر إلى قلة حيلتهن.
وأكدت شيخة أحمد من الأحساء أنها مرت بظروف صعبة للحصول على دبلوم في برمجة الحاسب الآلي، وباعت ما تمتلكه من ذهب وحلي لتجمع تكاليف الدراسة، كما أنها استقطعت من قوتها وقوت عيالها، حتى حصلت على الدبلوم بتقدير جيد جدا، ولكن الدبلوم والمال الذي دفعته تحول لمجرد شهادة لا تسمن ولا تغني من جوع، بعد يأسها من مراجعة الخدمة المدنية والدوائر الحكومية والقطاع الخاص دون جدوى.
ولفتت إلى أنها متزوجة من رجل طيب تكن له كل تقدير لكن حالته المادية ضعيفة، حيث يعمل عامل ضيافة بإحدى الدوائر الحكومية، وقد أرادت أن تساعده في متطلبات المعيشة، خاصة بعد إنجابها أربعة أطفال تتزايد احتياجاتهم يوما عن الآخر، وقد ابتليت بأورام خبيثة تم استئصالها.
من جانبها، قالت فاطمة سعيد وهي خريجة دبلوم إنجليزي وتعمل بوظيفة عاملة نظافة في أحد المستشفيات الخاصة حيث تمسح الأرضيات وتنظف المراحيض في المستشفى: “أعلم أن عملي غير متوافق مع مؤهلي التعليمي، وكثيرا ما يستغرب زوار المستشفى حين يعلمون بأني حاصلة على دبلوم إنجليزي وأعمل في النظافة وأتقاضى راتبا لا يتجاوز 1500 ريال، واستشعر شفقة الناس علي، ولكن ماذا أفعل وأنا محتاجة لأي وظيفة؟”.
وتابعت: “أنا غير متزوجة، وأعيش مع أبي وزوجاته الثلاث، وبالكاد يستطيع أبي الصرف عليهن وعلى باقي أطفاله، فاشتغلت في هذه الوظيفة بعد عجزي عن الحصول على وظيفة أفضل”، مضيفة: “مهما كان نوع الوظيفة فهي تبقى شريفة”.