وقع عدد من طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول الأمل للعوق السمعي بمحافظة رفحاء ضحية احتيال أحد الموظفين في التربية الخاصة، عندما التقاهم بنادي الصم الرياضي بمحافظة حفر الباطن، إذ طلب منهم صورا لهوياتهم الوطنية وبطاقات إثبات الإعاقة، بحجة منحهم مساعدات مالية من جهات خيرية، ومن ثم قام بتوظيفهم في مؤسسات وشركات محلية دون علمهم.
وعبر عدد من أولياء أمورهم عن مخاوفهم بأن التحاق أبنائهم بهذه الوظائف سيؤدي إلى حرمانهم من مكافآتهم بالتأهيل الشامل، والضمان الاجتماعي، والمساعدات السنوية؛ لوجود أسمائهم وسجلاتهم بالتأمينات الاجتماعية مسجلة على وظائف بشركات محلية.
توظيف وهمي
وأوضح المواطن راضي الشمري أن الطلاب التحقوا لمدة يومين بنادي الصم الرياضي بمحافظة حفر الباطن، والتقاهم أحد الأشخاص الصم، يكبرهم سنا، وأقنعهم بتزويده بصور لهوياتهم الوطنية وبطاقات إثبات الإعاقة وأرقام حساباتهم البنكية؛ لمنحهم مساعدات مالية من جهات خيرية، وحصل منهم على ما يريد، مشيرا إلى أنه اكتشف بالصدفة من خلال إدخال السجل المدني بأحد المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت التحاق شقيقه الطالب نايف وسبعة من زملائه بوظائف في مؤسسات وشركات محلية دون علمهم، ولفت الشمري إلى أنه تقصى عن الأمر حتى توصل إلى رقم جوال الشخص الذي أوهم الطلاب، وتبين بأنه مواطن، تحتفظ «عكاظ» باسمه، مضيفا أن طريقة التواصل معه كانت عن طريق الرسائل النصية، تحتفظ «عكاظ» بنسخ منها، وزاد الشمري، واجهته بالأمر من خلال المراسلة كونه لا يستطيع التحدث، فعرف بنفسه بأنه موظف بالتربية الخاصة بمحافظة عنيزة، وأنه مشرف ومترجم وناشط في مجال حقوق الصم، ومسؤول عن توظيف الصم بعمل وبدون عمل، وأنه حصل على أوراق الطلاب بإرادتهم، وأنهم هم من طلبوا توظيفهم، وقال أيضا بأنه لا يمكن أن يسرق من الموظف المعوق لأنه معوق مثله، لكنه عاد بعد عدة محادثات، وقال «ما في داعي تشتكي وأنا أعطيك من حسابي حق التعويض، وسأقوم بحذف اسم أخيك من التأمينات».
وأشار الشمري إلى أنه عندما أصر على الشكوى، قال له الموظف أن لا علاقة له بالأمر، وإنما هناك شخص أغواه، تحتفظ «عكاظ» باسمه، هو من سلمه صور هويات الطلاب الصم وبطاقات الإعاقة وأنه هو السبب، وعاد برسالة أخرى ليعترف بأنه هو من سجل الطلاب وأن الشخص الذي أغواه هو من ورطه بهذه المشاكل، على حد قوله، وأكد بأن مبلغ التعويض سيرسل خلال أسبوع.
ودعا الشمري أولياء أمور الطلاب الصم المسجلين بنادي الصم الرياضي بحفر الباطن إلى التأكد من عدم التحاق أبنائهم بوظائف دون علمهم، مطالبا المسؤولين بوزارة العمل والجهات ذات العلاقة بمحاسبة المتلاعبين والوقوف بحزم ضد الشركات والمؤسسات المحلية التي تستغل أسماء المواطنين في توظيفهم دون علمهم لتعكس مدى تطبيقها لأنظمة وقرارات وزارة العمل القاضية بضرورة توظيف المواطنين بنسب محددة.
شهادتا مشتركين
وفي ذات السياق، حصلت «عكاظ» على شهادة بيان مدد وأجور مشترك، لطالبين من الطلاب الصم المتضررين، صادر من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالشمالية مكتب رفحاء، وأوضح البيان التحاقهم بشركات ومؤسسات محلية، وظهر بالبيان اسم المؤسسة، ومالكها، وتاريخ التحاق الموظف بها، ومقدار الأجر مع تاريخ بدايته.
المعوق يعادل 4 موظفين أصحاء
ومن جهة أخرى، أكد مدير عام مكتب العمل بمنطقة الحدود الشمالية بديوي محمد البديوي أن توظيف المعوق في أي منشأة يعادل 4 موظفين سعوديين أصحاء، مشيرا إلى أن المنشأة بإمكانها الاستفادة من هذه المعادلة بما لا يزيد عن 10 موظفين معوقين، لافتا إلى أن ما بعد عشرة موظفين معوقين فإن المعوق يعادل موظفا عاديا.
وحول الإجراءات الممكن اتخاذها تجاه الشركات التي تتعامل بالسعودة الوهمية، أوضح البديوي أن هناك عددا من الإجراءات والضوابط التي يتم اتخاذها ضد المنشأة التي تتحايل على أنظمة العمل بالسعودة الوهمية، مشيرا إلى أن من هذه الإجراءات حرمان المنشأة من الاستقدام أو إيقافها مدة تتراوح من سنة إلى خمس سنوات وغرامات مالية تحدد من الوزارة، لافتا إلى أن العقوبة قد تصل إلى إغلاق المنشأة على حسب حيثيات الحالة.
الإسقاط من الضمان
ومن جانبه، أكد مدير عام الضمان الاجتماعي بالحدود الشمالية عوض المالكي، أن نظام البحث الآلي في الضمان الاجتماعي يسقط الموظف المسجل بالتأمينات الاجتماعية والجهات الحكومية، مشيرا إلى أن المعوق يتمتع بضمان شهري ومساعدة سنوية وبرامج مساندة كتسديد فواتير الكهرباء ومساعدات الطلاب وبرنامج الحقيبة والزي المدرسي، إضافة إلى دعم المشاريع الإنتاجية، مضيفا أن رصد الشخص مسجل بالتأمينات الاجتماعية سواء كان معوقا أو من الأصحاء بلا شك يسقطه من الضمان الاجتماعي.