في آواخر الستينيات من القرن الماضي هبطت أول طائرة من نوع الداكوتا طراز بوينج وعلى متنها 24 راكباً، في مطار نجران القديم بالأثايبة حي الأمير مشعل، وكان المطار بدون سياج أو أسوار وبغرفة واحدة وبدون برج مراقبة ويعمل به موظف واحد فقط، وكانت الرحلات بمعدل رحلة واحدة إسبوعياً.
ومع التطور في الخدمات التي توليها مملكتنا الغالية ملكاً بعد ملك، ففي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – تم التوجيه بإنشاء مطار نجران المحلي في العام 1973م لخدمة أهالي منطقة نجران والمحافظات التابعة لها، ليكون أحد المطارات السعودية التي تتبع لتطبيقات دولية، وأختير آنذاك الرمز OENG التابع لمنظمة الإيكاو للطيران المدني الدولية، والرمز YAM التابع للإتحاد الدولي للنقل الجوي للمطارات IATA ، وهذا الرمز أختير نسبة لقبيلة يام العريقة والتي تسكن منطقة نجران، ولكن لوجود الرمز YAM مسجلاً بمطار آخر هو مطار سوات سانت ماري بولاية ميتشيغان الأمريكية فقد أستبدل وتم ترميزه بالرمز الحالي EAM .
وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – ومع التطور في مسيرة الخطوط الجوية السعودية ذلك الوقت والقفزات الجبارة التي شهدتها حركة الطيران الجوية، فقد تم التوجيه بتطوير مطار نجران المحلي ليكون مطار نجران الإقليمي، وليتصل بالمطارات الدولية في الدول المجاورة.
واعتمدت ميزانية مشروع تطوير المطار 346 مليون ريال سعودي أبان أمارة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز لمنطقة نجران، وقد بدأت شركة المباني السعودية العمل بالمشروع في شهر أكتوبر من العام 2008 وأخذ بالحسبان أن يكون ضمن مباني المطار الزيادة المطردة في أعداد المسافرين بين مدن المملكة والعالم.
واشتملت الأعمال التطويرية والإنشائية للمطار مبنى صالة ركاب بمساحة 13 ألف متر مربع، وساحة أمامية تتسع لوقوف 6 طائرات، ومبنى مكون من طابقين، جاء الطابق الأرضي بمساحة تزيد على 6 آلاف متر مربع، ويشمل صالات المغادرة والقدوم الداخلية والدولية ومكاتب الخدمات والإدارة ومصلى وكافيتريا ومحلات تجارية، فيما يشغل الطابق الأول مساحة 6 آلاف متر مربع، ويتكون من 3 جسور لصعود الطائرات وصالات المغادرة الداخلية والدولية وقاعات ركاب الدرجة الأولى وانتظار النساء ومصلى وكافيتريا ومحلات تجارية، كما تحتوي صالات السفر على منطقة ترفيهية في صالات المغادرة الداخلية والدولية خاصة بالأطفال تضم بعض الأجهزة والمواد الترفيهية الخاصة بهم.
واشتملت مباني المطار على مبنى برج المراقبة المكون من 4 طوابق بمساحة 530 مترا مربعا، بارتفاع 22 مترا وكابينة مراقبة الهبوط والإقلاع والخدمات الخاصة بالملاحة الجوية وصالة التحكم في حالات الطوارئ، ومبنى الإدارة ويتكون من طابق واحد بمساحة 1000 متر مربع تشغله مكاتب الإدارات الحكومية وإدارة المطار.
كما تم بناء مبنى لمحطات الطاقة الفرعية ويتكون من طابق واحد بمساحة 186 مترا مربعا، ويحتوي على محولات كهربائية و 3 خزانات للمياه ومحطة معالجة الصرف الصحي، وهي محطة معالجة ثلاثية صديقة للبيئة، تتكون من 3 خزانات ومحطة رفع وثالثة لتحليل وتأمين معالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها في ري النباتات والأشجار، ومبنى الإطفاء الذي تمت إعادة بنائه وتطويره ويحتوي على طابق واحد بمساحة 1750 مترا مربعا، وبرج مراقبة تابع للمبنى، ومواقف للسيارات أمام مبنى صالة الركاب الجديد لعدد 651 سيارة وبوابة رئيسية للمطار.
ويوجد في المطار مسجد وصالة كبار الشخصيات وصالة مغادرة وقدوم وشحن جوي ومكتب لتأجير السيارات في صالة القدوم، ويتوفر بالمطار أماكن مخصصة لتغليف الأمتعة في صالة المغادرة وصالة القدوم والخدمات البنكية وخدمات الإتصالات.
وأخذ بالإعتبار الحالات الإنسانية والإغاثية حيث يوجد رحلات الإسعاف الجوي للعناية المركزة من وإلى المطار، والتي تتم في غضون ساعات بواسطة طائرة مروحية أو طائرة نقل عادية مجهزة باللوازم الطبية.
وقد روعي عند تصميم وتطوير المطار أن يستقبل الطائرات ذات الحجم العريض إلى جانب إمكانية تسيير الرحلات الدولية من وإلى مطارات الدول المجاورة بطاقة استيعابية سنوية تقدر بنحو 1.400,000 مسافر، وبمعدل 1500 رحلة جوية.
وتم الإنتهاء من جاهزية المطار في شهر ديسمبر 2011 ليكون تحفة معمارية سياحية إقتصادية، وإستقبل آنذاك مطار نجران الإقليمي أول رحلة قادمة من مطار الملك عبدالعزيز بجدة، كما تقلع منه وتهبط إليه 4 رحلات يوميًا من مطار نجران إلى باقي المدن المحلية، ويعتبر خط نجران جدة والرياض والدمام من أشهر مسارات الرحلات الداخلية فيه.
هذا وصدرت لاحقاً موافقة الهيئة العامة للطيران المدني لشركة طيران العربية بالتشغيل من مطار نجران إلى مطار الشارقة بواقع خمس رحلات أسبوعياً، وكذلك لشركة طيران المصرية العالمية، وشركة نسما بالتشغيل بواقع رحلة لمطار القاهرة يومياً، وشركة فلاي دبي بواقع ثلاث رحلات دولية أسبوعيا من والى مطار دبي الدولي بمدينة دبي ( الإمارات العربية المتحدة ) ، واستقبل مطار نجران الإقليمي يوم الاثنين 16 ديسمبر 2013 أول رحلة دولية قادمة من القاهرة وعلى متنها 50 راكبا كما غادرت إلى القاهرة وهي تقل 103 ركابا .
ومع إستمرار دعم ومتابعة ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله – والإهتمام بالمواطن والمقيم والزائر والسائح وما يقدم لهم من خدمات، فقد قام صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران – حفظه الله – في يونيو 2019 ، بإستقبال مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ونوّه الأمير جلوي بحرص القيادة الحكيمة، أيدها الله، على توفير كل ما يضمن راحة المواطن الكريم، وبحث الأمير جلوي مع الجاسر خطة أعمال الخطوط السعودية بمحطتي نجران وشرورة، ووجه بزيارة وتفقد خدمات الناقل الوطني في المنطقة وسير العمليات التشغيلية في مطار نجران.
وها هو اليوم مطار نجران الإقليمي EAM يتربع كجوهرة بوسط صحراء الربع الغالي، ويهبط فيه كل محب للوطن، وأهالي نجران يستقبلونه بالود والورد، ويقولون له كلمتهم الترحيبية المعتادة ( وااارحبوااا ).