شهد معرض صنعتي2023م”، الذي تنظمه غرفة الشرقية على أرض معارض شركة الظهران إكسبو، ويستمر حتى يوم السبت 2 سبتمبر، إقبالاً متزايدًا من أهل المنطقة الشرقية وزوارها، وذلك لما تقدمه الأسر المشاركة وأصحاب الحرف والأعمال اليدوية من منتجات ذات مهارة يدوية في حياكتها.
ويواصل “صنعتي” استقباله للزوار الذين شدّتهم معروضات المشاركين سواء في مجال الحرف والأعمال اليدوية، أو الديكور، والإكسسوار، أو الملابس الصوفية أو العطور والبهارات.
وكانت غرفة الشرقية، قد حرصّت على أن يتضمن معرض هذا العام أجنحة تسويقية بواقع 324 جناح، يضم كل جناح مجموعة من الأركان ذات التخصصات المتشابهة، فضلاً عن جناح للجمعيات والمراكز التنموية الحاضنة للأسر المنتجة وأصحاب الحرف والأعمال اليدوية، وركن خاص بالأطفال يمارسون من خلاله هواياتهم بالرسم، والألعاب، الحركية والإلكترونية وغيرها.
تدوير الأشجار
ومن ضمن الأجنحة المتميزة ، جناح الحرف والأعمال اليدوية، ويضم نحو 150 ركن يقدم من خلالها أصحاب الحرف والأعمال اليدوية ابداعاتهم الفنية ويقدمون منتجات ذات جودة عالية سواء من ناحية التصميم أو الإخراج، وبرز ركن “عابث خشب” الذي يقدم تحفًا فنية من طاولات الطعام والقهوة إلى المباخر والصواني والصحون وحتى الأقلام، مصنوعة جميعها من خشب الأشجار الطبيعية سواء شجر الزيتون أو الصفصاف أو النخيل المحلي ويقول صاحب الركن “علي عبدالله الشوملي” إنه يهوى النجارة منذ الصغر ولديه شغف كبير بالأعمال الخشبية، إلا أنه أخذ يفكر في كيفية تقديم أشياء متميزة، فكانت فكرة الاستفادة من أخشاب الأشجار المقطوعة أو تلك التي يتم تجهيزها للحرق بإعادة تدويرها مرة أُخرى وتقديمها في شكل تحف فنية، وأشار إلى أنه بتشجيع الأهل والأصدقاء ومشاركة المتابعين أخذ يمتلك قاعدة عريضة من الزبائن في غالبية مناطق المملكة، معربًا عن أمله في التوسع بشكل أكبر وتكوين شبكة عملاء خارجيين بتصدير أعماله إلى خارج المملكة.
فن العقدة
ومن “عابث خشب” إلى “ضحى أخضر” صاحبة ركن فن المكرميات، والتي تقدم منتجات مستوحاة من فن العقدة، وهو من الفنون العربية الأصيلة، وعُرف بهذا الاسم بحسب أخضر، لأن جميع مشغولاته دون استخدام الإبر، وأن جميع مراحل أعماله تقتصر على العقد اليدوية دون غيرها، وقالت إنها تعرفت على ذلك الفن من أسرة مكسيكية تعود أصولها للهنود الحمر وذلك أثناء دراستها في كندا، وذكرت أن فن العقدة يدخل في العديد من الأمور المنزلية، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة شباك الصيد، لافتةً إلى أنها أدخلته في صناعة الكراسي المعلقة وشباك للأشجار المعلقة وقواعد الحقائب، وغيرها العديد من المنتجات.
وقالت إنها حريصة على نشر (فن العقد) بين الفتيات، من خلال تنظيم دورات تدريبية للفتيات الراغبات لممارسة هذه الحرفة، مشيرةً إلى أنها استطاعت أن تُسهم في تدريب نحو 210 متدربة من ذوي الإعاقة، بتدريبهم على جميع فنون الحرفة وكذلك الآليات المناسبة لاكتسابها.
عالم من القصص
وفي أجنحة العطور والقهوة والبهارات، يجد الزائر نفسه أمام عالم مليء بالتفاصيل والقصص ذات الشغف والطموح، ومحاولات إيجابية في تقديم منتجات عالية الجودة والإتقان؛ إذ خطفن صانعات البهارات الزائرات اللائي يريدن خلطات البهارات الذكية ذات النكهات الممتعة وغيرها من المصنعة بحرفية عالية، وكذلك يتزايد الإقبال على بائعات خلطات القهوة، الذين أبدين سعادتهن بمشاركتهن في المعرض، معبرين عن امتنانهن للقائمين على المعرض، وإعجابهن بالترتيب والتنسيق والاستجابة الفورية لكل طلباتهن، وكذلك صاحبات أركان العطور الذين يلفتون الأنظار فور الدخول للمعرض ويقدمون العديد من خلطات العطور العربية والغربية، وثمة سمة مشتركة بينهن جميعًا وهو الشغف في الوصول بعطورهن إلى “علامة مسجلة بأسمائهن”.
وفي السياق ذاته، أكد المشاركون والمشاركات على حسن التنظيم، الذي مكنهم من عرض منتجاتهم بأساليب أكثر جذبًا، ، فقد رأت صاحبة إحدى أركان الكروشيه والتريكو، أن المعرض وفرّ لها عرض منتجها المُصنعة يدويًا لعدد أكبر من الزوار، لافتة إلى أنها تمتهن صناعة التريكو من فترة، مثنية على ورش التدريب التي تُقام من حين لآخر لما تقدمه لها من تطوير في مهنتها، متمنية أن يتحقق حلمها بالوصول إلى أن يكون لديها ورشة تريكو كاملة.
يرسخ المنتج المحلي
ومن الأجنحة والتجوال بين الأركان المتنوعة استطلاعنا آراء بعض الزوار، فيقول محمد عبدالله، إن ما أشهده خرج عن توقعاتي لاسيما من ناحية الترتيب للأجنحة وعددها واختلاف منتجاتها، لافتًا إلى أنه يعتاد زيارة معارض الأسر المنتجة، إلا أنه يرى في هذه النسخة، هوية جديدة تُرسخ لفكرة المنتج الحرفي المحلي، مؤكدًا أن أغلب مقتنياته من معارض الأسر المنتجة، معربًا عن ثقته الكبيرة في منتجاتهم، وذلك لما تتضمنه من تفاصيل في حياكتها غير موجودة عند الأخرين، مؤكدًا على شمولية المعرض، منوهاً بوجود مكان مخصص وآمن للأطفال الصغار ، مشيرًا إلى أنه اقتنى الكثير من المنتجات بخاصة الحرفية منها.