تحتفل المملكة العربية السعودية في 22 فبراير بيوم التأسيس، وهي مناسبة وطنية تجسد إرث ثلاثة قرون من البناء والتطوير منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م، ويأتي هذا الاحتفاء في وقت تحقق فيه المملكة إنجازات نوعية في مجالات متعددة، خاصة في مجال التحول الرقمي، الذي يعد ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030 لمستقبل قائم على الابتكار والتكنولوجيا.
تحول رقمي
وقد نجحت المملكة في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة وتبني أحدث التقنيات، حيث ارتفع مؤشر قياس التحول الرقمي لعام 2024 إلى 87.14% مقارنة بـ 85.53% في عام 2023، كما شملت جهود المملكة تطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية، والتعليم والصحة الرقميين، والنقل واللوجستيات، بالإضافة إلى تمكين الشباب من خلال برامج تدريبية متخصصة في التقنيات الحديثة.
ويؤكد الخبراء أن التحول الرقمي يساهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة والإنتاجية، وتسريع الإجراءات، وخلق فرص عمل جديدة في مجالات التقنية والبرمجيات، كما أنه يعزز جاذبية المملكة للاستثمارات، ويحسن جودة الحياة من خلال تطوير البنية التحتية وتوفير خدمات متكاملة، مما يساهم في بناء اقتصاد رقمي مزدهر.
قطاعات حيوية
وبهذه المناسبة، أعرب فواز التميمي، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للاستثمار الإسلامي (GII) في السعودية، عن تهانيه للمملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا بمناسبة يوم التأسيس، مشيدًا بالإنجازات التي حققتها في مختلف القطاعات، وقال: “لقد ظهرت المملكة كواحدة من أكثر مراكز الاستثمار ربحية وديناميكية على مستوى العالم، مدفوعة برؤية قيادية تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي، ونحن نرى هذا التحول بمثابة مسؤولية تتطلب استثمارات استراتيجية تُحدث تأثيرًا طويل الأمد، وبينما تعزز المملكة مكانتها كقوة مالية من خلال جذب المستثمرين العالميين، فإننا ندرك أهمية تعزيز الشراكات المستدامة التي تدعم هذا الزخم”.
وأضاف التميمي: “تسير المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل رقمي متكامل، مستفيدة من التحولات التكنولوجية لتعزيز بيئة استثمارية قوية، ونركز في GII على دعم هذا التوجه من خلال استثماراتنا في القطاعات الحيوية والرقمية، حيث تجاوزت استثماراتنا في السوق السعودي 500 مليون دولار، مع تخصيص أكثر من مليار ريال لمشاريع جديدة في الرعاية الصحية والتكنولوجيا والتقنيات المتقدمة والخدمات اللوجستية”.
استثمار رقمي
تواصل المملكة تعزيز استثماراتها في قطاع التقنية والذكاء الاصطناعي، حيث أُعلن خلال مؤتمر “ليب 2025” عن استثمارات وشراكات استراتيجية تتجاوز 14.9 مليار دولار، منها نحو 11 مليار دولار مخصصة لتطوير البنية التحتية التقنية وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دعم الشركات الناشئة، ويعكس ذلك التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال تبني أحدث التقنيات في مختلف القطاعات.
وتزامنًا مع تسارع وتيرة التحول الرقمي، تولي المملكة اهتمامًا متزايدًا بالأمن السيبراني لضمان حماية بنيتها التحتية الرقمية، وقد نجحت السعودية في تحقيق إنجازات عالمية في هذا المجال، حيث احتلت المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني وفقًا للكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، مما يؤكد التزامها بتوفير بيئة رقمية آمنة وموثوقة.
أمن سيبراني
من جانبه قال سامي الشويرخ، المدير الإقليمي الأول لشركة فورتينت في السعودية، المتخصصة في حلول الأمن السيبراني: “نهنئ المملكة العربية السعودية بمناسبة يوم التأسيس، ونتوجه بالتحية لقيادتها الحكيمة على رؤيتها الطموحة والمستقبلية في المجال الرقمي، إن رؤية المملكة 2030 توفر خارطة طريق نحو بناء مستقبل رقمي آمن، وهو ما يتماشى مع رؤيتنا في فورتينت حيث نؤمن بأن مسؤوليتنا هي جعل العالم أكثر أمانًا واستدامة من خلال خلق بيئة رقمية موثوقة”.
وأضاف: “نحن فخورون بشراكتنا مع الحكومة السعودية لمواجهة المخاطر السيبرانية المتطورة وتقديم أحدث الحلول التقنية التي تحافظ على أمن البيانات والبنية التحتية الرقمية للمملكة، حيث نعمل على حماية الأفراد، والأجهزة، والبيانات، والأصول الرقمية، وذلك للمساهمة في تحقيق الرخاء والأمن للمجتمع السعودي”.
ومن خلال تعزيز الاستثمارات في التكنولوجيا والأمن السيبراني، تواصل المملكة تقدمها نحو تحقيق التحول الرقمي الشامل، مستفيدة من شراكاتها الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية التي توفر أحدث الحلول والتقنيات، وبفضل هذه الجهود، تُرسي المملكة نموذجًا عالميًا للتحول الرقمي المستدام، بما يعزز مكانتها كمركز تقني عالمي في المستقبل القريب.