أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف أن حث الخطباء للمصلين على الجهاد ليس ممنوعاً بل مطلوباً بشكل عام، كون الجهاد عبادة شرعية عظيمة مذكورة في القرآن والسنة.
وقال إن عددا من العلماء عدَّوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد الركن السادس من أركان الإسلام، ولكن الجهاد لا يكون إلا تحت راية شرعية يأذن بها ولي الأمر.
وشدد آل الشيخ على أن الخطب السياسية والتطرق لشؤون دول خارجية أمر ليس من سياسة الوزارة ولم تعهده على خطباء المساجد، لافتاً إلى أن الوزارة لم تسجل أي ملاحظات جوهرية على الخطباء في هذا الخصوص حتى الآن، وأن الوزارة ترشد وتبين وتنصح كل من يبتعد في خطبته عن حدود هذا الوطن.
وعن دور خطباء المساجد في التحذير من التطرف والغلو أوضح آل الشيخ أن الخطباء يجب أن يسلكوا منهج الوسطية، مؤكداً أن دورهم كبير في الحد من هذه الظواهر.
وكشف عن دور المكاتب التعاونية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، إذ إنها أدت جهداً كبيراً منذ أن نشأت الأفكار المتطرفة والمناهج التكفيرية المفجرة، مضيفاً: «تقوم المكاتب التعاونية في مختلف مناطق المملكة، وخصوصاً في منطقة الرياض منذ ظهور التفجيرات الأولى فيها، بإقامة عديد من المحاضرات والدورات بالتحذير من التكفير وتبيان جرم الخروج عن الدولة وعقائد الخوارج ودورات في أهمية سلوك منهج الوسطية لأبناء هذا الوطن رجالا ونساء».
وفي سياق آخر أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الإحساس بالمواطنة مرتبط مباشرة بصون كرامة الإنسان، وحفظ حقوقه، وتمتع الفرد بالحرية والمساواة والعدالة وعدم التمييز.
وشدد آل الشيخ، خلال حديثه في ندوة «منهج لإصلاح العقل في الفكر الإسلامي»، التي أقيمت في الرياض مساء أمس الأول ضمن الندوات الرمضانية في «لقاء تركي بن طلال الثقافي» عن أهمية تعزيز المواطنة وإعلاء حب الأوطان، لافتا إلى أن لمستوى استقرار الإنسان النفسي تأثيرا قويا في نمط تفكيره، كما ينعكس في درجة حبه لما حوله.
وأوضح أنه كلما كان الإحساس الإيجابي للإنسان نحو مكان ما باتجاه تصاعدي، ويرى أن قيمته فيه أكبر، ارتفعت لديه أسهم حب هذا المكان، وزاد ولاؤه له.
وبحسب آل الشيخ، فإن تعزيز الولاء والمواطنة مرهون بأن تدعم الدولة -أية دولة- تواصلها مع الشعب، وإقناعه بجديتها في ترسيخ قيم المواطنة الحقة، وعندما يقتنع الشعب بذلك، خاصة مع وجود العدالة، يمكنه أن يتفهم عذر الدولة في أن نقص الإمكانات أحيانا يحول دون تحقيق جميع الأهداف.
وأكد ضرورة «وضع النقاط على الحروف» في مسألة الأوطان والمواطنة، مشيراً إلى أن حركات عديدة، إسلامية ومذهبية وقومية وغيرها، غذت في الناس عدم الإحساس بالوطن، وعدم الانتماء.
وتطرق آل الشيخ في حديثه إلى نظام الحكم في الإسلام، مبينا أن الإسلام عالج قضية الطرق التي تدار بها الدول بالنظر إلى المضمون لا الشكل، ولذلك لا يوجد نظام حكم محدد نص عليه الإسلام «لا جمهوري، ولا ملكي، ولا إمبراطوري، ولا غير ذلك»، مشيرا إلى أن نظام الحكم، أيا كان، ينبغي أن يفي بالمضمون حسب قواعد الشرع، وأن يقيم العدل، ويوفر المساواة، ويصون الحريات، وأن تسوده الأمانة، فشكل نظام الحكم من الوسائل، وليس من المقاصد.
وكان آل الشيخ استهل الندوة بالحديث عن مركز العقل، والفكر، والتفكير، مؤكدا أن العقل مناط التكليف والتشريع ولب الإنسان، ولا بد من تنميته وتدريبه، لأن التفكير هو الحياة بذاتها، ولذلك فإن عمل العقل في التفكير يحتاج إلى ضوابط ليصل العقل إلى صوابية التفكير.