إدارة التحرير 

[JUSTIFY][B][SIZE=4][FONT=Arial]تحولت بحيرة صرف صناعي ملوثة تحتوي على 250 في المائة من عنصر الرصاص وعشرات الأضعاف من عنصر الكادميوم في جنوب الرياض، إلى مكان لاصطياد الطيور التي تعيش عليها وأكلها، لجهلهم التام بسمية المواد التي تتسبب في السرطانات، وضعف جهاز المناعة، وتليف الكبد، نظرا لانعدام الرقابة على المصانع التي تلجأ لرمي مخلفاتها دون معالجتها في مثل تلك البحيرات.
وأكد الدكتور عبد الله الفراج أستاذ مشارك في قسم علم التربة في جامعة الملك سعود – في تقرير اعدته الزميلة خديجة مريشد ونشرته صحيفة الاقتصادية – ، أن بحيرة الصرف الصناعي الموجودة في جنوب مدينة الرياض وتحديدا في المنطقتين الصناعيتين الثانية والثالثة تحتوي على نسب مرتفعة جدا من الرصاص والكادميوم والزنك والرصاص، إضافة إلى مياه صرف صحي. ورغم خطورتها على جسم الإنسان إلا أنها تحولت إلى مكان لممارسة هواية الصيد وأكل لحوم الطيور الملوثة من قبل بعض سكان تلك المنطقة من باب الجهل.
وقال: “رغم أن المشاهدات العينية من اللون والرائحة تعكس مدى تلوث بحيرة جنوب الرياض بعناصر خطيرة على جسم الإنسان، إلا أن الحرص على أن يثبت ذلك علميا من خلال دراسة قائمة على تلك البحيرة دفعنا للبحث والتحري من خلال التواصل مع الباحثين المختصين في مجال التلوث البيئي في الجامعات السعودية، فوجدنا دراسة للأستاذ الدكتور محمد السويلم وزملائه من قسم علوم التربة في جامعة الملك سعود التي امتدت لمدة عامين متتاليين، ووجدت زيادة مطردة لتركيز العناصر الثقيلة (ملجم/كجم) خلال فترة الدراسة، إضافة إلى تلوثها بمياه الصرف الصناعي
ووجدت الدراسة أن تركيز الرصاص في هذه البحيرة في جميع فتراتها يزيد على أعلى تركيز يمكن أن يوجد في تربة غير ملوثة (200 ملجم/كجم) بنسبة 150-250 في المائة أي ضعف ونصف إلى ضعفين ونصف. وزاد تركيز الزنك في جميع مراحل الدراسة على أعلى تركيز (300 ملجم/كجم) بثلاثة إلى سبعة أضعاف. أما تركيز الكادميوم في جميع فترات الدراسة فارتفع عن أعلى تركيز (0,7 ملجم/كجم) بعشرات الأضعاف. وبقي النحاس ضمن الحدود الممكنة للتربة غير الملوثة، ولكن الزيادة في التركيز بين بداية الدراسة ونهايتها تدل على وجود مصدر آخر للتلوث بهذا العنصر.
وأوضح المتخصص في أبحاث تلوث التربة بالعناصر الثقيلة والتغير المناخي في كلية علوم الأغذية والزراعة، أن التدفق للمياه الملوثة يستمر عبر قناة صرف ضخمة توجد شرق المنطقة الصناعية الثانية كما توجد مستنقعات ضخمة في نهاية مصب القناة احتوت على مياه آسنة من حيث الرائحة واللون، إضافة إلى بحيرة بعمق يزيد على 20 متراً، وبمساحة تزيد على 25 كيلومترا مربعا، إضافة إلى وجود رواسب جافة لمنطقة كانت تستقبل مياه الصرف سابقاً قبل تعديل القناة. وهي رواسب خفيفة الكتلة مما يدل على كثافة العوالق في مياه الصرف الصناعي الذي يتدفق عبر تلك القناة.
وشدد الفراج على أن المخلفات السائلة للمصانع أحد الأسباب الرئيسة للتلوث، لذا ألزم النظام البيئي السعودي الصادر عام 1423هـ المصانع بمعالجة مخلفاتها السائلة قبل صرفها للمصارف المعتمدة، وتسمى هنا مياه الصرف الصناعي. بينما الذي يحدث جنوب مدينة الرياض في المنطقتين الصناعيتين الثانية والثالثة، يرى بأم عينيه المخالفات الصريحة لدى المصانع، وقال: “خلال الزيارات المتعددة للمنطقة بهدف الدراسة لاحظنا عددا من المصانع التي ترمي مخلفاتها دون معالجة أو رقابة من الجهات المعنية في تلك البحيرة، مما يعكس مخالفة صريحة من ملاك ومشغلي مصانع المنطقة الصناعية في الرياض أو بعضهم مع غياب – للأسف الشديد – للرقابة والمتابعة، وفرض العقوبات الصارمة عليهم والغرامات مما جعل التلوث يستمر منذ سنوات وما زال مستمراً حتى إعداد التحقيق
من جانبها أكدت متخصصة في مجال الصيدلة – فضلت عدم ذكر اسمها – أن الرصاص يعد من العناصر الثقيلة الخطيرة التي من الممكن أن تمتص من خلال جد الإنسان وليس لها أي دور في جسم الإنسان، تتسبب في تليف الكبد، والكلى، والقلب، والجهاز العصبي، لأنه سم تراكمي يخزن داخل العظام وينطلق في الدم عند تعرضه للمرض مثل الفشل الكلوي، والحمل، وملازمة الفراش لفترات طويلة. ومن أعراضه زرقة اللثة، وضمور العضلات، وفقدان الشهية، والإسهال، والمغص الشديد. ويتطور إلى رعشات الجسم، ودوار، وصعوبة في التعلم بالنسبة للأطفال. ويؤدي في النهاية إلى شلل الأطفال، إضافة إلى الأمراض التناسلية، والعقم. أما الكادميوم فهو معدن سام لا يقل خطورة عن الرصاص، وحل مكان الزنك في الكبد والكلى، كما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وسقوط الشعر، وآلام المفاصل، وجفاف الجلد، وضعف جهاز المناعة، وانتفاخ الرئة، والسرطانات.
وبحسب مصدر في هيئة المدن الصناعية – فضّل عدم ذكر اسمه – فإن كمية مياه الصرف الصناعي غير المعالجة والمتدفقة في هذه البحيرة يوميا، تزيد على 400 متر مكعب بسبب عجز المحطة الموجودة عن استيعاب مياه الصرف الصناعي في المنطقة. ونوه إلى أن الهيئة ترتب منذ خمس سنوات مع المشغل لتوسيع المحطة، وتنظيم المعالجة، ومن ثم بيعها مرة أخرى، لكنه لم يتم حتى الآن[/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY]