أطلقت هيئة التحقيق والادعاء العام برنامج «جريمة وعبرة» الذي يهدف إلى إيصال رسائل توعوية لمختلف شرائح المجتمع، حيث عرضت الهيئة على موقعها الإلكتروني خمس قصص لجرائم وقعت بالفعل، مع العبر والدروس المستفادة منها لأغراض الإرشاد والتوعية، وأتت القصص على النحو التالي.
حمل الأسلحة البيضاء:
تبلّغ مركز الشرطة بدخول شخص للمستشفى مصابًا على إثر مضاربة ويوجد به طعنة في الجهة اليسرى من صدره في منطقة القلب، وفور تلقي البلاغ جرى الانتقال للمستشفى حيث وُجد المصاب في حالة غيبوبة كاملة تعذر معها سماع أقواله وفي تمام الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم التالي توفي متأثرًا بإصابته. وبسماع شهادة أحد الشهود أفاد بأنه كان مرافقًا للمجني عليه الذي كان يستقل سيارته، وعند وصولهما إلى إحدى محطات الوقود فوجئا بشخصٍ يستقل مركبة يتلفظ عليهما بألفاظ بذيئة مدعيًا مضايقتهما له بجوار الإشارة التي تجاوزاها قبل وصولهما للمحطة، فنزل المجني عليه للتفاهم معه إلا أنَّ صاحب السيارة عاجله بطعنة بليغة في الجهة اليسرى من صدره بسكين كانت بحوزته سقط على إثرها على الأرض، وقد تم القبض على الجاني وإحالته للمحكمة وصدر بحقه حكم يقضي بقتله قصاصًا وتم تنفيذ حكم القصاص بحقه.
وأوضحت الهيئة أن التساهل في حمل السكاكين من قبل عدد كبير من الشباب والمراهقين جرَّ عليهم وعلى أسرهم الويلات، في ظل غياب العقل الراشد وحضور الشيطان، داعية الآباء إلى بذل النصح والإرشاد لهذه الفئة أحيانًا، وسلوك الحزم وعدم التهاون أو التساهل معهم بأي شكل أحيانًا أخرى.
اللعب بالنار:
تقدمت فتاة ببلاغ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ضد شاب اخترق جهازها المحمول، واستولى على عددٍ من الصور الخاصة بها، ثم قام بتهديدها ومطالبتها بتحويل مبلغٍ من المال عبر حسابه وإلا قام بنشر صورها وفضحها من خلال الشبكة العنكبوتية، وخشية من تنفيذ تهديده لها انصاعت لمطالبه وحوّلت له المبلغ الذي طلبه اتقاءً لشرّه، وبمطالبتها له بإعادة الصور التي استولى عليها رفض وطلب منها الخروج معه وتمكينه من فعل الفاحشة بها، وإلا نفذ تهديده السَّابق، وبنصب كمين له قبض عليه متلبسًا وبحوزته هاتفه النقال وحاسب محمول يحتويان على رسائل تهديد وعدد من الصور والمقاطع الخليعة، وبالتحقيق معه اعترف بما نسب إليه مبررًا فعلته بأنه كان يتسلى ويختبر مهاراته في اختراق الأجهزة والاستيلاء على ما تحويه، مبديًا ندمه وتوبته حيال ما حدث، وبإحالته للمحكمة المختصة صدر بحقه حكم يقضي بسجنه تسعة أشهر ومصادرة جهازيه المستخدمين في ارتكاب الجريمة وفقًا لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية.
وتعقيبًا على الواقعة أكدت الهيئة إن التقنيات الحديثة وسيلة ذات أبعاد خطيرة وسلاح ذو حدين، ويجب على كل مسؤول الاضطلاع بدوره حيال توجيه من هم تحت رعايته حيال التعامل الأمثل معها، كما يجب على من وقع فريسة للابتزاز عن طريقها الالتجاء إلى من يثق فيه من أفراد أسرته أو الجهات المختصة كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قبل تقديم التنازلات والرضوخ لتهديدات المبتز.
حدث يسرق منزلًا:
خرج من منزله بعد صلاة المغرب لقضاء بعض الحاجيات برفقة أسرته وبعودته بعد صلاة العشاء فوجئ بعدم وجود القفل على باب شقته، وبدخوله بسرعة لتفقد أغراضه ومقتنياته فوجئ بفقدان مبلغ مائتي ريال وجهاز كمبيوتر محمول، وكاميرا، وثلاثة أجهزة جوال، فبادر بالاتصال بالشرطة للإبلاغ عن الجريمة، التي بادرت بدورها إلى الانتقال لمسرح الجريمة، وبالبحث والتحري عبر محلات بيع وشراء الأجهزة الإلكترونية وجد أحد الجوالات المسروقة معروضًا وأفاد العامل بالمحل أنه اشتراه من غلام بمبلغ 220 ريالًا، وبالبحث والتحري عن الغلام، تبيّن أنَّه أحد أبناء الجيران وأنه يبلغ من العمر 16 عامًا، وبالتحقيق معه، اعترف بما نسب إليه.
وفي تعليقها على الحادثة أشارت الهيئة إلى أن انشغال الأهل عن تربية الأبناء سبيل إلى انحرافهم وجنوحهم بسبب الرفقة غير الصالحة أحيانًا، والتأثر بوسائل الإعلام غير الموجهة أحيانًا أخرى.
الحمل سفاحًا:
ربطت إحدى الخادمات علاقة محرمة بسائق الجيران في غفلة من الأسرة التي تعمل لديها، حيث اتخذت من غرفتها مرتعًا للقاءات المحرمة المتكررة، حتى ظهرت آثار الحمل على الخادمة وبالتضييق عليها ومحاصرتها اعترفت بما اقترفت من جريمة، وعلى إثر ذلك باشر كفيلها إبلاغ مركز الشرطة عمَّا حدث، وباستجوابها اعترفت بما نُسب إليها مبررة ذلك بأنها منذ سنتين وهي تطالب صاحبة المنزل بالسفر؛ لاشتياقها لزوجها وأولادها، بيد أنها كانت تكرر دومًا نحن بحاجة إليك دون اكتراث أو إحساس بحاجاتها كزوجة، ولما طفح الكيل استجابت لداعي الشيطان وقررت إقامة علاقة بسائق الجيران.
وأكدت الهيئة في تعقيبها على القصة أن على الجميع الإحساس بالوافدين وتمكينهم من الحصول على حقوقهم المادية والمعنوية، دون تأجيل أو تسويف، مع التنويه إلى أنَّ تلك الظروف لا تُبرّر ارتكاب الجرائم والمعاصي، وأنَّ على ما ابتلي بشيء من ذلك الصبر والمصابرة والتقدَّم للجهات المسؤولة للمطالبة بحقه ماديًا كان أو معنويًا.
إهمال الوالدين:
أثناء قيام إحدى دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعملها داخل أحد الأسواق لاحظت أحد المراهقين معلقًا سلسلة برقبته ويضع أحمر الشفاه ويرتدي بنطالًا ضيقًا، وعليه علامات التشبه بالنساء والجنس الثالث فتمَّ القبض عليه، وبتفتيشه ضبط بحوزته هاتف نقال، وبنصحهم له وتوجيهه تلفظ عليهم بألفاظ بذيئة وحاول الاعتداء على عضو الهيئة، فتم التحفظ عليه وتسليمه لمركز الشرطة المختص، وبالتحقيق معه اعترف بما تضمنه محضر القبض، وبالاتصال على والده من قبل محقق القضيّة تبين أنه مسافر خارج البلاد، وبسؤال المتهم عن موعد عودة والده أفاد بأنه لا يدري وأضاف: إن والده كثير الأسفار؛ لانشغاله بتجارته وأنه لا يراه إلا نادرًا، وبإحالته للمحكمة المختصة صدر بحقه حكم يقضي بجلده 50 جلدة مع أخذ التعهد عليه بعدم العودة لما بدر منه.