يعتزم صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» لمساته الأخيرة، للبدء في تنفيذ مشروع دعم العمل من المنزل والأسر المنتجة خلال الثلاثة الأشهر المقبلة، وكشف إبراهيم آل معيقل مدير عام «هدف»، عن منح «ترخيص مؤقت» للفتيات الراغبات في العمل من المنزل، للتسهيل لهن في تنفيذ مشروعاتهن، بالإضافة إلى إيجاد الحاضنات لتقديم كل أنواع الدعم المعنوي والمادي، وإنشاء بوابة إلكترونية توفر من خلالها كل المعلومات والبيانات والأدلة والتوجيهات التي تتعلق في العمل من المنزل.
وأوضح آل معيقل أن هذا المشروع الضخم والهام سيكون النواة لتقديم الدعم بكل أنواعه للفتيات الراغبات في العمل من المنزل، ملفتا إلى أن هذه المبادرة التي تأتي لتيسير آليات العمل، لحين التوصل إلى إتفاق بين الجهات المشاركة في تقديم الدعم مشروعات عمل المرأة من المنزل.
وبين آل المعيقل أن أحد العقبات التي يجب إيجاد الحل المناسب لها هو ترخيص ودعم المرأة للعمل من المنزل، فالوزارات الحكومية المعنية تدرك تماما أن هذا مطلب هام ويجب إيجاد أنسب الحلول له، لحين إيجاد الحل الدائم له، حيث سيكون هذا المشروع دون تحميلهن مصاريف إيجار محل أو أية مصاريف أخرى، ملفتا إلى أن هذا المقترح أخذ دراسة معمقة، حيث يعتبر من المبادرات الإيجابية الهامة، كما أنه جاري حاليا التعاقد مع إحدى المنشآت الوطنية لإطلاق البوابة الإلكترونية لإضافة كل التشريعات والأدلة والمعلومات التي تحتاج إليها صاحبة العمل من المنزل.
ولفت آل معيقل إلى إيجاد حاضنات حقيقية ومتعددة، حيث إن عدد الحاضنات المتاحة حاليا محدود، إلا أننا نريد زيادة عدد الحاضنات، وتنوع أنشطتها الاقتصادية، فالحاضنة ليست بالضرورة أن تكون بشكلها التقليدي، ولكن يجب أن تكون إنشاء جهة تتولى الاهتمام بنشاط معين، كالعمل من المنزل أو الأسر المنتجة، فإن تم إنشاء حاضنة تتولى أعمال الأسر المنتجة، بمشاركة جهات قد احترفت في دعم مشروعات ريادة الأعمال، فعلى سبيل المثال: أن يتم الاستفادة من تجربة جمعية حرفة في القصيم التي احترفت في ذات المجال، لذا فمن الممكن الاستفادة منها، لقيادة هذا المحور، بحيث تعمم تجربتها على مختلف أنحاء المملكة بدلا من منطقة القصيم.
يذكر أنه وحسب تقديرات البنك الدولي أن النساء يشكلن نسبة 40% من السكان و70% من فقراء العالم، وأن أكثر من نصفهن عاطلات، أما سوق العمل العربي فقد أشار تقرير التنمية في الدول العربية إلى أن ظاهرة البطالة أكثر تأثيرا على النساء إذ ارتفعت إلى 50% لذلك اضطرت إلى التوجه إلى العمل من داخل المنزل، وشجعت كثيرا من الدول هذا التوجه كمخرج للأزمة ومنها المملكة العربية السعودية. وفي دراسة أعدت مؤخرا على عينة كبيرة من النساء القادرات المؤهلات للعمل أظهرت الدراسة أن 66% من العينة يفضلن العمل من المنزل لو توافرت لهن فرص العمل من خلاله، ويعد العمل عن بعد أو من المنزل توجها عالميا؛ ففي بريطانيا وصلت أعداد العمالة الذين يعملون عن بعد أو من المنزل نحو مليوني شخص، وفي الولايات المتحدة الأمريكية وصل العدد إلى نحو 20 مليونا، وفي كندا مليون ونصف، وفي اليابان 13.5 مليونا، ويتحول العمل المنزلي فيما بعد إلى مؤسسات فردية صغيرة، إذ تحتضن المؤسسات الصغيرة 84% من العمالة اليابانية، وتسهم بنحو 52% من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي، وفي إيطاليا وصل عدد المؤسسات الصغيرة إلى نحو مليونين ونصف مشروع فردي صغير، وفي أمريكا تستوعب المؤسسات الصغيرة نحو 70% من قوة العمل، وفي الاتحاد الأوروبي 70% من العمالة تعمل في المؤسسات الصغيرة، كما أوضحت الدراسة أن عمل المرأة من المنزل سوف يوفر عليها 40% من دخلها الذي كانت تنفقه في الملابس والتزين واحتياجات الظهور.