توجه شاب ثلاثيني من أصول عربية إلى خطيب مسجد الألفة في قلب ليون شمالي فرنسا، فور الانتهاء من موعظته بعد الصلاة، وأخبره أن المسجد الذي يصلي فيه يؤذن للفجر بعد أحد مساجد ليون المجاورة بفترة تصل إلى 25 دقيقة تقريباً.
وقال الشاب: “لم أعد أعلم هل أبدأ الصيام مع مسجدي المتأخر أم مع المسجد الذي يبدأ أولاً؟”. وبدا أن السؤال سبّب حرجاً للواعظ، إلا أنه تماسك وطلب من الشاب بدء الصيام مع من يؤذن أولاً.
ويعاني ألف مسلم يسكنون ليون الفرنسية بسبب اختلاف مواعيد الإمساك الرمضانية في 80 مسجداً يصل الفارق بينهما إلى 25 دقيقة تقريباً.
وتمر بدولة فرنسا، ذات المساحة المترامية الأطراف، عدة دوائر عرض فلكية، حيث يفضل بعض المسلمين الحساب الفلكي على اعتبار مرور دائرة عرض 18 وهم الأكثر، حيث يبدأ إمساكهم مع أذان الفجر في أول أيام رمضان في الساعة 3:51 دقيقة، بينما يفضل الآخرون اعتماد دائرة العرض 12 الفلكية حيث يصدع مؤذنهم فجراً في الساعة 4:16 بفارق يصل إلى 25 دقيقة.
ويشير الطرف المتمسك بالتوقيت المتأخر إلى المؤتمر المنعقد في فرنسا عام 1994م بحضور حشد ضخم من علماء المسلمين وعلماء الفلك، حيث تم الاتفاق حينها على الأخذ بالحساب الفلكي المعتمد على دائرة عرض 12 لعدة أسباب، من أهمها استقرار الوقت بشكل مناسب خلال شهر رمضان، وإعطاء فرصة للمسلمين ليرتاحوا خلال مساء رمضان.
وقال إمام الجامع الكبير في ليون الشيخ منذر نجار: “الاختلاف يسفر عن التيسير على المسلمين خصوصاً أن التوقيت القديم كنا خلاله ننتهي من صلاة التراويح عند الساعة 12:30 ليلاً وأذان الفجر عند الساعة 2:30 ما يعني ضيقاً شديداً على المصلين.
وأضاف: “لقد صدر هذا القرار بناءً على اجتماع كبير ضم العديد من أهل الحل والعقد وعلماء الحسابات الفلكية، ونحن نسعى لتقريب وجهات النظر بين مختلف المساجد”.