صرحت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خلال موسم الحج، بتأكيد تنفيذ مجموعة من البرامج الدعوية التي تصب في خدمة ضيوف الرحمن، والقيام بتوعية الحجاج بهدف وصولهم العقيدة الصحيحة والتحذير مما ينافيها، لافتة إلى اختيار أكثر من ألف داعية ومترجم للقيام بواجب التوعية الإسلامية في الحج.
ووضح، الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، أن برنامج التوعية الإسلامية في الحج، يُعَد البرنامج الرئيس للوزارة، حيث يشمل المناشط الدعوية لتوعية الحجاج والمعتمرين عبر المراكز المخصصة لإجابة السائلين الموزعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي يتم دعمها بالكوادر والمستلزمات والوسائل التي تسهم في تنفيذ الخطة وتقديم أفضل الخدمات الإرشادية لضيوف الرحمن، وذلك من خلال تكليف عدد كبير من الدعاة البارزين والمترجمين المتميزين لشرح المناسك والرد على ما يشكل من الأحكام المتعلقة بها، وكذلك من خلال مراكز التوعية التي تسهم في عملية التيسير على الحجاج وتزويدهم بالمعلومات والتعليمات وتجنيبهم الوقوع في أخطاء أثناء أداء النسك، أو فيما قد يكون مصدرًا لجلب المشقة عليهم خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وساحات الحرمين الشريفين والمنافذ البرية والبحرية والجوية والمواقيت، وفي جميع أماكن وجود ضيوف الرحمن عامة.
وتابع السديري: إن وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد تقوم بترشيح أكثر من (1000) داعية ومترجم للقيام بواجب التوعية الإسلامية في الحج، وترشيحهم يكون عن طريق هيئة التوعية الإسلامية في الحج المكونة بأمر سامٍ، بمشاركة أعضاء هيئة التوعية، وهم من: (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ووزارة الحج، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى)، وتتولى الوزارة رئاسة هذه الهيئة.
ويكون الترشيح حسب ما يراه أعضاء الهيئة بعد مداولاتها، فيُنظر في الترشيح إلى أمور من أهمها: المستوى العلمي الكافي للقيام بهذه المسؤولية، ومعرفة التخصص العلمي الدقيق للمرشح ومدى مناسبته، والحكمة في منهج المرشح، ودعوته، وسلامة ذلك من خلال ما رُصد عنه من تقارير أداء في الأعوام السابقة، أو من خلال التزكيات، ونشاطه الدعوي والعلمي العام، إن كان مرشحًا جديدًا، ومناشطه العلمية الدعوية، والتوعوية، ومؤلفاته، ومشاركاته الإعلامية وفي الشبكة العنكبوتية، وآراء أعضاء هيئة التوعية من خلال جولاتهم التفقدية وزياراتهم المستمرة، والصفات الشخصية والأخلاقية، وقدرته على التعامل مع الناس.
وأضاف: تتم الاستعانة بالدعاة وطلبة العلم من خارج الوزارة من الجهات الحكومية المختلفة ذات العلاقة كرئاسة الإفتاء، والجامعات، وقطاع التعليم، إضافة إلى الاستفادة من المتقاعدين من طلبة العلم الذين كانت لهم مشاركات سابقة، ولديهم القدرة على العطاء خلال الموسم، كذلك تتم الاستعانة بالمترجمين لمرافقة الدعاة من أجل التواصل مع الحجاج غير العرب، إذ تقوم الوزارة كل عام بالتعاقد مع المترجمين المتميزين ممن يدرسون في جامعات المملكة مثل: الجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى، وغيرهما بأكثر من (20) لغة للترجمة المباشرة، و(13) لغة للبرامج الإعلامية، و(8) لغات للهاتف المجاني الآلي، و(32) لغة للمطبوعات.
وأكد وكيل الوزارة أن وكالة المساجد والدعوة والإرشاد تقوم بمتابعة سير أعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، ومتابعة تنفيذ خطتها لموسم الحج، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ خطة اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية، وخطة فرع الوزارة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم الحج.
كما تقوم الوكالة خلال موسم الحج بالإشراف على مجموعة من البرامج المتعلقة بالحج، منها: التأكد من تهيئة مساجد المواقيت لتكون جاهزة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتهيئة مساجد المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وكذلك التأكد من تهيئة مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة لما تحتاجه من الفرش والمصاحف، وزيادة المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة خلال الموسم، والإشراف على توزيع هدية خادم الحرمين بواقع نسخة من المصحف الشريف لكل حاج من إنتاج مجمع الملك فهد -رحمه الله- لطباعة المصحف الشريف، والإشراف على عملية توزيع الكتب والمطويات الإرشادية المتعلقة بأحكام الحج عند قدوم الحجاج في المنافذ وفي مساجد المواقيت والمشاعر المقدسة بحسب الحاجة.
وأردف الدكتور السديري قائلًا: من الخدمات التي تقدمها الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة لضيوف الرحمن خدمة الهاتف المجاني الذي يقوم بتشغيله نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء اللجنة العلمية للإجابة على استفسارات الحجاج الشرعية من داخل المملكة وخارجها على مدار الساعة، حيث يتم استقبال آلاف المكالمات سنويًا، وينقسم إلى نوعين: الأول الهاتف المجاني الآلي، وهذا يتم الرد من خلاله آليًا بعدة لغات، وهي: (العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والأردية، والهوسة النيجيرية، والإندونيسية، والبنغلادشية)، وقد تمت برمجة جميع المسائل والأحكام التي تتعلق بالحج والعمرة والزيارة، بحيث يختار المتصل اللغة والموضوع والسؤال، فيجد الإجابة مسجلة آليًا.
والنوع الثاني: هـو هاتف مجاني مباشر، بحيث يتلقى المشايخ الأسئلة مباشرة من السائلين، وتتم الإجابة عليها فورًا، وفي موسم الحج يعمل هذا الهاتف على مدى 24 ساعة يوميًا طوال أيام الموسم، والتجربة كانت رائدة، والنتائج مشجعة، ونطمح إلى تحقيق نتائج أفضل في الأعوام المقبلة لفاعلية ذلك، لحاجة الناس القائمة في الإجابة على تساؤلاتهم الخاصة بالحج والعمرة.
وبدأت الوزارة طريقة استقبال الأسئلة عن الحج عبر موقعها بشكل تفاعلي، حيث خُصص عدد من المشايخ للإجابة على أسئلة السائلين عبر الإنترنت، ولقي إقبالًا كبيرًا.