غابَ سنتين .. والآخر تواجدَ سنتين !
الأول أبدعَ بعدَ غياب .. والثاني أخفقَ !
يتشابهونَ في القيمـة والقامـة .. في البنيــة والهامــة !
ولكنهـم يختلفون في الكاريزمـا , والثقـة والجرأة وردة الفعل !.
هذا هو الفرق، في حراسة مرمي الهلال بين الثنائي «خالد شراحيلي» العائد لعرين الزعيم، وعبدالله السديرى الحارس الأخر في صفوف الفريق الأزرق.
المبدع شراحيلي عاد لحراسة عرين الهلال بعدما ابتعد عامين كاملين بسبب قضية المنشطات الشهيرة في عام 2012، والتي صدر حكماً بمنعه من ممارسة لعبة كرة القدم لمدة عامين موسمين كاملين ليعود مرة أخري للفريق الهلالي.
خالد شراحيلي صاحب الـ27 عاماً، يمتلك موهبة كبيرة ويمتاز باليقظة والسرعة والمرونة الشديدة بين الخشبات الثلاث، نجح في الحفاظ علي مرماه في تسع مباريات كاملة أي أكثر من 700 دقيقة، الجماهير الهلالية تشعر بالأمان والإطمئنان خلال وجوده في حراسة العرين الهلالي.
مستوى عبدالله السديري الحارس الأخر، كان جيداً بشكل كبير وبرز وتألق وأبدع في دوري أبطال آسيا وحقق رقماً قياسياً بعد أن صمد 730 دقيقة دون أن تهتز شباكه خلال ثماني مواجهات البطولة الآسيوية، وظلت عصية على المهاجمين المنافسين، انكسر الرقم القياسي الذي سجله الله السديري بفعل الهدف المبكر الذي سجله الكوري الجنوبي لي ميونج جو لاعب وسط فريق العين الإماراتي في الدقيقة العاشرة، من مباراة الفريقين بالنسخة الماضية بدوري أبطال آسيا.
ولكن الحارس تأثر كثيراً، مثلما تأثر زملائه في الهلال، بعد خسارة البطولة القارية أمام الفريق المتواضع “ويسترن سيدني واندرز ” الإسترالي” بفعل الظلم التحكيمي الفادح الذي تعرض لها في النهائي علي يد الحكم الياباني نيشيمورا، ليهبط مستوي عبدالله وتأثر مستواه بشدة مما جعل مرمي الزعيم في خطر، ليعود خالد شراحيلي من بعيد تماماً ليعطى الأمن والاطمئنان للهلاليين.
في موسم 2005 تألق شراحيلي، في فريق سدوس – أحد أندية الدرجة الثانية – ليقرر الهلال ضمه بعدما رصد موهبته المبكرة، ليصعد للفريق الأول في عام 2007، لكن لم يلعب بشكل أساسي وتمت إعارته لنادي الرائد في موسم 2008 موسماً كاملاً، لكنه عاد متألقاً ليخلف الحارس الكبير والأسطورة “محمد الدعيع”، حيث نال خالد ثقة الهلال، لكن جاءت الصدمة في موسم 2012 بعد اكتشاف تناوله دواء به منشطات ليتم إيقافه عامين كاملين، ليعود اللاعب بعد الإيقاف ويتألق من جديد.
كان مدرج الموج الأزرق قد فقد الأمل، وتعاقدت الإدارة مع أكثر من حارس مرمي وظل المرمي الأزرق مسرحاً للتجارب، رغم أن عبدالله السديري ظهر بشكل جيد في أوقات كثيرة، لكن عودة شراحيلي غيرت الأمور تماماً الحارس الشباب مٌقنع بدرجة لا توصف واستثمر ثقة الهلاليين في إمكاناته وقدراته فكان في الموعد، واستوعب درس الإيقاف وقال أنه لن يعود يوماً لما كان فيه ويتمنى أن ينضم مجدداً للمنتخب السعودي الأول.
الأمر الرائع في فريق الهلال بعد تولي جورجيوس دونيس مهمة الفريق، أنه لم تعد الخانة حكراً علي نجم ولم يعد الفريق يتأثر بغياب اللاعب «الفلاني» أو «العلانى» حسب وصف الجماهير الهلالية عبر منتديات النادي، وتم تغذية مقاعد البدلاء، بلاعبين يمتلكون موهبة رائعة، وتم التعاقد مع محمد جحفلي وفيصل درويش، فاللاعبين الأساسيين مثل نواف العابد وسالم الدوسري عليهم الإجتهاد والمثابرة بقوة فلم يعد هناك ضماناً للخانة، فهناك أيضاً سلمان وكعبي وأخرين يرغبون في الحصول علي فرصة من أجل اللعب بشكل أساسي، وشراحيلي أعطى درساً في ذلك.