[JUSTIFY]أوصى سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: إن الله أباح للناس التجارة قال الله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، وأمر العباد بالبحث عن الرزق بالطرق المشروعة، قال جل وعلا: (فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وقال: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، والبيع والشراء من ضروريات الناس، فإنه لا يمكن أن يحدث دون تبادل المنافع بين الناس.
وأضاف: أن هناك أنواعاً من البيوع حرمها الشرع علينا وجعلها محرمة؛ وذلك لما لها من الضرر والخداع، وأكل أموال الناس بالباطل، على المسلم أن يتقي الله، ويعزف عن الأشياء المحرمة الخبيثة ويجتنبها، والأشياء الطيبة المباحة يتعامل بها قال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) فأمر بالأكل من الطيبات قبل العمل الصالح؛ لأن الأكل الطيب والحلال يعين العبد على طاعة الله، ولا يجعل العمل صالحاً إلا إذا تغذى الإنسان بالأكل الطيب المباح.
وأردف: وإذا تأملت كتاب الله وسنة محمد – صلى الله عليه وسلم – وجدت أنواعاً من البيوع المحرمة التي حرمها الشارع علينا لنعرفها ونجتنبها ونبتعد عنها، قال الله تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فلما حرم الخمر حرم كل وسيلة توصل إليه؛ ليكون المسلم حذراً من المعاصي، يقول – صلى الله عليه وسلم – “كل مسكر خمر وكل خمر حرام”، وبين – صلى الله عليه وسلم – أن في آخر الزمان قوم يشربون خمراً يسمونها بغير أسمائها، فمهما تغير اسمهما فهي حرام على المسلم، حرام عليه صناعتها، وإنتاجها، وبيعها، وشراؤها، وإلى آخر ذلك، وقد لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الخمر عشرة فلعن عاصر الخمر، ومعتصرها، وشاربها، وآكل ثمنها، والحامل لها، والمحمول إليه، وبائعها، ومشتريها، والمشتري منها، كل أولئك ملعونون، فالصانع ملعون والبائع ملعون، والحامل ملعون، والمشتري ملعون، فعلى المسلم أن لا يشترك معهم في ذلك، إن النبي – صلى الله عليه – يقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر”، والأشد ضرراً منه المخدرات بجميع أنواعها، فإنها ضرر محض وفساد، فهو يحول الإنسان الطيب إلى ظالم يفعل كل محرم، ويرتكب كل جريمة بلا مبالاة؛ لأن العقل مغيب فلا يوجد هناك لديه قيم، فنسأل الله العافية، وهذه المخدرات مهما تنوعت، فإنها حرام وما قيل في الخمر قيل في المخدرات، فمروج المخدرات ملعون، وبائعها ملعون، ومسوقها ملعون، ومن تصل إليه، ومن يتغاضى عنها، ويتستر عليها، كل أولئك ملعونون على لسان محمد – صلى الله عليه وسلم -.[/JUSTIFY]