اعتبر التونسي جلال قادري مدرب فريق الخليج الأول لكرة القدم أن تجديد ثقة إدارة النادي الثقة فيه للاستمرار في قيادة الفريق للموسم الثاني على التوالي في دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين يمثل تحديا جديدا بالنسبة له بعد أن نجح وبتعاون كل أفراد الفريق ومن خلفهم الإدارة في كسب التحدي التاريخي المتمثل في البقاء للموسم الثاني على التوالي في دوري الكبار.
وبيّن قادري في حوار لـ«الشرق الأوسط» أنه رأى ظلما شخصيا بالنسبة له بعدم حصده لقب أفضل مدرب لهذا الموسم لأن مقاييس النجاح لأي مدرب تعتمد على عدة أمور، وفي مقدمتها تحقيق الأهداف المرسومة، إذ إن الهدف المرسوم من قبل الخليج هو الثبات في دوري الكبار لموسم جديد، بينما كان هدف إدارة الأهلي حصد بطولة الدوري وغيرها من الأهداف، إذ لم يتحقق منها سوى الفوز ببطولة كأس ولي العهد، وهذا لا يقلل من استحقاق المدرب غروس لجائزة أفضل مدرب في الموسم الماضي ولكن الشيء بالشيء يذكر.
قادري كشف كثيرا من الأمور في ثنايا حواره مع «الشرق الأوسط» فكان التالي:
* كيف ترى دوري الموسم المنصرم؟ وهل كانت النتائج النهائية طبيعية، وخصوصا في ما يتعلق بمحافظة النصر على بطولة الدوري السعودي للموسم الثاني على التوالي وثبات الفريقين الصاعدين في دوري الكبار وهما هجر والخليج في حالة تعتبر غير معهودة؟
– الدوري في الموسم المنصرم بكل تأكيد كان صعبا على جميع الفرق، وإذا أردنا التحدث عن فريق النصر فلم يكن الطريق مفروشا أمامه بالورود للمحافظة على لقبه للموسم الثاني على التوالي، بل إنه لقي صعوبات كبيرة جدا حتى الجولات الأخيرة ولم يستطيع ضمان حصاده للقب إلا بعد أن تحققت المفاجأة الكبيرة المتمثلة في تعطل الأهلي في محطة التعاون في الجولة قبل الأخيرة، حيث كان كل المؤشرات أن تكون الجولة الأخيرة هي جولة الحسم، خصوصا أن الفارق تقلص إلى نقطتين بين النصر والأهلي، ولكن في عالم كرة القدم كل شيء وارد، النصر تجاوز كل الضغوط النفسية، خصوصا أنه خسر مرتين أمام منافسه الأهلي في الدوري وكانت على لاعبيه ضغوط هائلة، وهذا يعني أنه نجح باقتدار في تجاوز كل الظروف وتحقيقه للدوري مستحق دون أدنى شك.
الأهلي كذلك كان من أفضل الفرق مشاركة مع النصر ونافس على أكثر من بطولة، ولكن كان التحدي الأهم له بطولة الدوري وهي المقياس عادة على عودة الفريق القوي إلى وضعه الذي يرضي مسؤوليه وجماهيره.
وأرى أن الفريقين الأفضل في الموسم من المصنفة أنها منافسة هما النصر والأهلي، وبعدهما الهلال، بينما تقلبت نتائج الاتحاد وتراجعت بشكل مفاجئ جدا نتائج الشباب، وكان الدوري بشكل عام متقلب الأطوار ما بين الدورين الأول والثاني.
وفي ما يخص ثبات هجر وفريقي الخليج فهناك استحقاق متفق عليه بثبات هذين الفريقين، خصوصا أن هجر وفق بحصد عدد جيد من النقاط في الدور الأول وقفز للمناطق الدافئة، بينما كان الخليج من أفضل الفرق بالإحصائيات من حيث تحقيق النتائج الإيجابية في الدور الثاني وفي دوري طويل يحتاج إلى نفَس يجب أن يكون هناك تحمل للضغوط وجمع العدد الممكن من النقاط من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
* بالنسبة إلى فريق الخليج الذي تقوده، كيف اختلفت نتائجه في الدور الثاني قياسا بما كانت عليه في الدور الأول حيث تحول من فريق يصارع على البقاء إلى فريق يصل إلى المركز الثامن متفوقا على فرق لها خبرة مثل التعاون والرائد وكذلك هجر؟ وكيف تعاملت مع الضغوط النفسية عليك شخصيا بعد أن طالبت شريحة من الخلجاويين بإلغاء عقدك مع نهاية الدور الأول ولكن ثقة رئيس النادي ونائبه أبقتك على رأس الجهاز الفني؟
– الجميع يعلم أن فريق الخليج كان ينقصه الخبرة، ولذا كان من الطبيعي أن يتعرض لخسارة كثير من النقاط التي كانت في متناول الفريق في الدقائق الأخيرة، كما أن هناك أخطاء تعرض لها الفريق وتسبب في خسارة نقاط مستحقة.
وفي الدور الثاني كان يتوجب أن تتضاعف الجهود وكانت لنا عدة لقاءات مع اللاعبين من أجل أن نكون على قدر الثقة والمسؤولية ونبذل كل ما نستطيع ونتخطى كل التحديات من أجل تقديم البقاء هدية متواضعة لكل من وقف مع النادي وفي مقدمتهم الإدارة التي ضحت بكثير من أجل الفريق، وكانت الثقة بي تحديا خاصا وعملنا مع المجموعة من أجل تحقيق الآمال والأهداف ونحمد الله أن جهودنا لم تذهب سدى.
* ثبت الفريق أقدامه في دوري الكبار ونال مركزا يعتبر متقدما في جدول الترتيب، هل الطموحات ارتفعت في الموسم المقبل إلى المنافسة على أحد المراكز الستة الأوائل في بطولة الدوري؟
– يجب أن نكون واقعيين جدا، تحدثت مع الإدارة أن علينا أن لا نفكر بعيدا في الموسم المقبل، هدفنا الأول سيبقى هو الثبات في دوري الكبار للموسم الثالث على التوالي، وبعدها يمكن أن نفكر في حصد مراكز متقدمة، وكذلك المنافسة على البطولات الكبرى، ما زلنا يلزمنا مزيد من الخبرة والاحتكاك وكذلك يلزم المنافسة على المراكز المتقدمة إمكانيات مالية هائلة.
* قبل أيام تم توزيع جوائز الأفضلية لأفضل نجوم الموسم الماضي سواء للاعبين أو المدربين أو الفرق، وكنت ضمن المرشحين للفوز بجائزة أفضل مدرب ولكنها ذهبت لمدرب الأهلي غروس، هل كنت تستحق هذه الجائزة؟ وهل كان اختيار الجوائز في محلها في رأيك، خصوصا أن حارس مرمى فريقك مسلم آل فريج كان من المرشحين لجائزة أفضل حارس؟
– في العادة يؤخذ هناك كثير من المعطيات في حال كان هناك سباق على الأفضلية، شخصيا وكذلك غروس من المدربين القلائل الذين بقوا في قيادة فريقهما حتى نهاية الموسم، وهذا الأمر يجعلنا نتساوى، ولكن الأمر المهم أيضا أن كل مدرب كان له أهداف، وبلا شك كان طموح مدرب الأهلي هو حصد الدوري قياسا بالإمكانيات الهائلة التي يمتلكها، بينما كان هدفي البقاء في دوري الكبار مع فريق يفتقد للخبرة والتجربة الشيء الكثير، هذا عدا الوصول إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس ولي العهد، أنا حققت طموحاتي وأهدافي، مدرب الأهلي لم يحقق طموحاته وأهدافه، ولذا أعتقد أنني كنت أستحق أن أتوج بهذه الجائزة، هذا ليس سوى ثقة وبناء على جانب من المعطيات أوردتها.
أما بالنسبة لمسلم آل فريج فأنا فخور جدا بهذا الحارس الذي بات من أفضل الحراس في الدوري وينافس على جائزة كبرى، وأعتقد أن وجود مدير الكرة حسين الصادق وهو الحارس الدولي والكبير سابقا في السعودية كان له دور في تطوير هذا الحارس بتوجيهاته وتعزيز الثقة في مسلم، والجميع شاهد أن مسلم كان مرتبكا في عدد من المباريات بالدور الأول، وهذا طبيعي نتيجة ضعف خبرته ومشاركته للمرة الأولى في دوري الكبار، ولكن ثقته تعززت مع الوقت حتى وصل إلى المنتخب الوطني، وهذا بكل تأكيد أمر مثير للفخر والمستقبل ينتظره.
وبالنسبة للجوائز الأخرى فأرى أن السوري عمر السومة كان يستحق جائزة أفضل لاعب والهداف، فهو مثل نقلة كبيرة لفريقه هذا الموسم وهذا لا يقلل من أحقية محمد السهلاوي الذي سجل أهدافا حاسمة لفريقه.
* عودة فريق القادسية إلى دوري الكبار تعني أن عدد فرق المنطقة الشرقية ارتفع لأول مرة في الدوري الممتاز (دوري جميل) إلى أربع فرق، هل سيكون هذا العدد مساهما في أن تتعزز فرص الفرق الشرقية في المنافسة، خصوصا أنها ستستضيف تقريبا ثلث عدد المباريات؟
– بكل تأكيد سيكون هذا العدد إيجابيا إذا ما تم استغلاله بالصورة الإيجابية، وخصوصا أن الخليج تحديدا سيطلب مجددا خوض مبارياته غير الجماهيرية على أرضه بسيهات على اعتبار أن القادسية سيلعب في ملعب الراكة، ومن المهم أن نستفيد من جماهير الخليج بصورة كبيرة الموسم المقبل إذا ما تمت الموافقة على نقل مباريات فريقنا إلى أرض النادي، إذ إن هناك عتبا على جماهير الخليج الكبيرة لعدم حضورها بالشكل الكثيف في المباريات التي أقيمت الموسم الماضي في الراكة على عكس المباريات التي كانت تقام في سيهات بدوري الأولى.
* أخيرا ما لذي تتوقعه في دوري الموسم المقبل من منافسه على صعيد الفرق في الدوري؟
– أعتقد أن النصر سيبقى منافسا وكذلك الأهلي لن يتراجع مع الاستقرار الفني والإداري وكذلك الاحتفاظ بنجوم الفريق، وسيواصل الهلال عودته القوية، ويتوقع أن ينهض الاتحاد بكل قوة، وهناك فرق سيكون لها دور في تحقيق «مفاجآت» كما يحب أن يصف البعض نتائج بعض المباريات، ولذا أرى أن دوري الموسم المقبل سيكون أكثر صعوبة على جميع الفرق.