أفاد مراسل الجزيرة أن عبد المنان شقيق زعيم حركة طالبان أفغانستان الراحل المُلا عمر، رفض تعيين الملا أختر منصور لخلافته في قيادة الحركة.
وقال المراسل أحمد زيدان نقلا عن مصادر في عائلة الملا عمر، إن الأخير أوصى بدعوة قادة الحركة السياسيين والعسكريين والعلماء المؤيدين لها من أجل انتخاب زعيم جديد لهم.
وأكد عبد المنان في رسالة صوتية أن قرار قادة حركة طالبان خلال اجتماعهم الجمعة بانتخاب أختر منصور زعيما لهم “لم يكن قرارا جماعيا، ومن ثم لا بد من دعوة قادة الحركة السياسيين والعسكريين والمشايخ للتأكيد عليه أو رفضه”.
غير أن عبد المنان ويعقوب نجل الملا عمر انسحبا من الاجتماع الذي عقد في مدينة كويتا الباكستانية احتجاجا على انتخاب منصور.
وأوضح مراسل الجزيرة أن أختر منصور حصل أمس على دعم قوي من بعض قادة حركة طالبان العسكريين الذين بايعوه على الإمارة.
وكانت الحركة أكدت الخميس الماضي نبأ وفاة زعيمها في أحد مستشفيات مدينة كراتشي جنوبي باكستان في أبريل/نيسان 2013.
وفي رسالة صوتية بُثت على موقع الإمارة الإسلامية الأفغانية (لسان حال حركة طالبان) على الإنترنت مدتها 25 دقيقة أمس السبت، حث الملا أختر أنصار الحركة على ضرورة الوحدة وتعهد بمواصلة “الجهاد” ضد الحكومة الأفغانية.
وقال “يجب أن نحافظ على وحدتنا، فعدونا سيسعده انفصالنا. إنها مسؤولية كبيرة بالنسبة لنا، وهي ليست عمل فرد واحد أو اثنين أو ثلاثة. إنها مسؤوليتنا جميعا بأن نواصل الجهاد حتى نقيم الدولة الإسلامية”.
وتابع قوله “سأستغل كل طاقاتي للسير على نهج الملا الراحل محمد عمر. نحتاج للتحلي بالصبر وينبغي أن نتوجه لأصدقائنا المستائين ونقنعهم ونضمهم لصفنا”.
على أن هذا الرفض من جانب عائلة الملا عمر يُظهر وجود خلافات في صفوف طالبان تستطيع تجاوزها إذا ما تداعى علماء الحركة وقادتها لتثبيت أختر منصور في المنصب أو اختيار زعيم جديد بدلا عنه.
وقال مراسل الجزيرة في باكستان إن الاتجاهات كلها تشي بأن أختر منصور هو الأوفر حظا لقيادة طالبان بعد إعلان بعض قادتها دعمه.
وإذا ما أخفق منصور في كسب رضا مناوئيه فإن المستفيد مما يحدث ربما يكون تنظيم الدولة الإسلامية الذي قد يستقطب إليه عناصر من طالبان، لا سيما بعض قادتها.
وقد نجح تنظيم الدولة -الذي يسيطر بالفعل على ثلث أراضي سوريا والعراق تقريبا وله أفرع في مصر وليبيا- في إيجاد موطئ قدم له في أفغانستان، حيث ينشط في تجنيد بعض العناصر المستاءة من حركة طالبان.