أعلن جيش الفتح التابع للمعارضة المسلحة سيطرته على كل المناطق الواقعة شرق نهر العاصي في سهل الغاب بريف حماة وسط سوريا، وتحدث عن “هروب جماعي” لقوات النظام وحزب الله اللبناني، في حين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أنه بدأ اقتحام مطار كويرس العسكري شرقي حلب.
وسيطر جيش الفتح -المؤلف من فصائل بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام- أمس على حاجز التنمية الريفية المهم وعلى بلدات المنصورة وتل واسط وخربة الناقوس، ليصبح على مسافة قريبة من معسكر جورين، وهو خط دفاع رئيس لقوات النظام عن معقله في محافظة اللاذقية غربي سوريا.
وتمت السيطرة على الحاجز والبلدات الثلاث إثر معارك عنيفة خسرت فيها قوات النظام والمسلحون الموالون لها أكثر من عشرين قتيلا وآليات. وكان جيش الفتح سيطر قبل ذلك على بلدات أخرى بينها قرقور والزيارة، واستعاد محطة زيزون الحرارية بعد وقت قصير من خسارتها جراء القصف الجوي.
وبعد هذا التقدم، أصبحت قوات جيش الفتح وجها لوجه مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها في بلدة جورين الموالية له في سهل الغاب، ولم تبق أي نقطة عسكرية أمام المعارضة في طريق زحفها باتجاه معسكرات جيش النظام في جورين.
وبث ناشطون صورا تظهر فرار رتل يضم عددا كبيرا من الجنود والآليات من بلدة الزيارة باتجاه معسكر جورين. ووصفت المعارضة انسحاب قوات النظام وحزب الله بأنه الأكبر منذ بدء المعارك في سهل الغاب.
وكان جيش الفتح بدأ منذ يونيو/حزيران الماضي التقدم من ريف إدلب الغربي والجنوبي باتجاه سهل الغاب، وتصاعدت وتيرة المعارك منذ ذلك الحين لتقترب من حدود محافظة اللاذقية التي تجاور إدلب وحماة.
وبالتزامن مع الاشتباكات في سهل الغاب، تواصلت أمس المواجهات بين قوات المعارضة من جهة وبين قوات النظام وحزب الله من جهة أخرى في كل من الزبداني وداريا بريف دمشق، وسط قصف جوي مستمر من قبل سلاح الجو السوري.
مطار كويرس
في الأثناء قالت مصادر مقربة من تنظيم الدولة إن مسلحي التنظيم سيطروا في وقت مبكر اليوم الاثنين على نقاط داخل مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي.
وكانت مصادر قريبة من التنظيم قالت إن مقاتلين فجروا ثلاث سيارات ملغمة داخل المطار المحاصر منذ حوالي عامين، والذي يعد من آخر المواقع العسكرية المهمة للنظام في ريف حلب الشرقي.
وتحدثت صفحات مؤيدة لتنظيم الدولة في موقع تويتر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة ضباط كبار بينهم ثلاثة برتبة عميد في الاشتباكات الجارية بالمطار. في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 15 من عناصر النظام -بينهم 12 ضابطا- قتلوا، كما قتل 26 من مسلحي التنظيم.
ويأتي الهجوم على المطار بعد أقل من يوم من سيطرة التنظيم على قرية أم حوش القريبة من مدينة مارع بريف حلب الشمالي، إثر تفجيرات استهدفت مقرات للمعارضة السورية في القرية.
وتحدث المرصد السوري ومصادر أخرى عن مقتل نحو أربعين من مقاتلي المعارضة في التفجيرات والاشتباكات التي تلتها.
من جهتها قالت جبهة النصرة في بيان أصدرته أمس إنها انسحبت من مواقع متاخمة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية، نأيا بنفسها عن المعركة التي تخطط لها تركيا والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة هناك.