كشفت مصادر مطلعة عن وقوع أكثر من حادثة ضرب لنزلاء في مركز التأهيل الشامل بمدينة جدة خلال العامين الماضيين قبل حدوث قصة المعوق ماجد الشامي الذي ادعت الشؤون الاجتماعية أخيراً أنه ضُرب من زميل له في الدار.
وأشارت المصادر إلى حادثتين سابقتين تمثلتا في ضرب نزيلين على أيدي عاملين هنديين في الدار، مبينة أنه خلال التحقيقات ثبت تورط أحدهما بضرب معوق في وجهه وبطنه، إضافة إلى مطاردة العامل الثاني معوقاً آخر في الدار بالعصا لضربه.
وقالت إن الحوادث السابقة والتي كشفت على إثر قضية ماجد، انتهى التحقيق فيها بتوجيه الاتهام لهم بالاعتداء على نزلاء المركز من ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتبرت تصرفاتهما محرمة شرعاً، وتمت مجازاتهما بعقوبة تعزيرية. وأضافت «ما انتهت القضـية الســـــابقة، حتى بدأت قضية فايز الغامدي مع ابنـــه محمد المعـــوق ذهنيـــــاً، إذ كان يتعرض لضرب واعتداء داخل مركز التأهيل الشامل».
من جهته، أكد المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي في حديثه إلى «الحياة»، أن إدارته ملتزمة بمعاقبة كل من يتسبب بالأذى للمعوقين.
وعند سؤاله عن تصريحاته الأخيرة بأنه ستتم محاسبة المسؤول عن ضرب الطفل ماجد، وتناقضه أخيراً، عن تسبب معوق بالأذى الواقع على الطفل، أجاب «فعلاً المتسبب أحد المعوقين، لكن لو ثبت إهمال أحد العاملين ما تسبب بوقوع الحادثة، سيعاقب».
وأفاد بأن العاملين في مركز التأهيل الشامل من العمالة المختصة والمتدربة جيداً على متابعة أحوال النزلاء.
وحاولت «الحياة» الاتصال بمدير مركز التأهيل الشامل خالد النقادي للاستفسار عن الحوادث السابقة، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة.
بدوره، نفى والد أحد المعوقين المعنفين من المركز فايز الغامدي في حديثه إلى «الحياة»، اتخاذ الشؤون الاجتماعية إجراءات لمعاقبة المتورطين في تعنيف ابنه محمد، مبيناً أن المركز كان لا يحوي كاميرات مراقبة إلا بعد وقوع حادثة ابنه.
وقال الغامدي «كنت ألاحظ في بعض زيارتي للمركز آثار ضرب على ابني محمد وكانوا يخبرونني في كل مرة أنه وقع على الأرض أو تضرر من شيء ما، وفي إحدى المرات كان الضرب واضحاً لدرجة لم أستطع بها السكوت، فتقدمت بشكوى للشرطة مفادها تعرض ابني للضرب، ووجود آثار واضحة في ظهره، ومن ثم حولت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام».
وبين أن تحقيقات الادعاء العام أقرت وجود إهمال في إدارة موظفي مركز التأهيل الشامل للبنين بمحافظة جدة، والتفريط في حماية ورعاية نزلاء المركز من الغير ومن أنفسهم، والتقصير في ذلك وعدم اتخاذهم الإجراءات اللازمة لمنع تكرار إصابة النزلاء والاعتداء عليهم.
وأضاف «لم تنته معاناتي مع إدانتهم، إذ ما زالوا ينكرون ذلك وقبل أسبوع تعرض ابني للضرب، لكنهم قالوا لي تقدم بشكوى للإدارة نفسها الخاصة بالمركز، وتقدمت وحتى اليوم لم يحادثني أحد».
وتحدث الغامدي عن بحثه من طــريق الإنتـرنت حالياً مركزاً لابنه، مضـيفاً «ويهيئ لابني الرحمة والعنـاية المطلوبة لمن مثله حتى وإن اضطررت إلى أن أبعثه إلى مصر».