شدد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على ضرورة تهيئة البيئة المناسبة لاحتضان الإبداع والتطوير من خلال أودية التقنية ومراكز الابتكار، وحاضنات التقنية التي تمثل فرصة للمتميزين من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، لتطوير مشاريعهم البحثية.
وأكد الدكتور العنقري خلال حفلة افتتاح المؤتمر العلمي الرابع لطلاب وطالبات التعليم العالي في السعودية في مكة المكرمة أمس، سعي وزارته إلى العناية بتعزيز الإبداع والابتكار في البحوث العلمية، وتشجيع البحوث التطبيقية التي تسهم في الرقي بالتنمية، والتوسع في برامج الدراسات العليا المرتبطة بالحاجات التنموية والخطط الحكومية، التي تمثلت في إنشاء أربعة أودية للتقنية بهدفِ الاستثمار المعرفي ونقل التقنية وتوطينها، ثم تطويرها بما يتوافق مع الحاجات الوطنية الملحة.
وأشار إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه التعليم العالي من حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي يعد المحرك الأساسي لتطبيق خططه واستراتيجياته الهادفة إلى بناء الإنسان في السعودية، مثمناً فكرة المؤتمرات الطلابية التي جاءت وليدة للتوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أصدر موافقته الكريمة بانعقاد تلك المؤتمرات سنوياً، إيماناً بدورهم وتقديراً لجهودهم.
وبين دور المؤتمرات العلمية في خدمة المجتمع وتشييد الوطن، منذ انطلاقتها الأولى في الرياض، مروراً بمدينة جدة، ثم مدينة الخبر، التي شكلت منعطفاً مهماً في مسيرة التعليم العالي في السعودية، نحو بناء جيل طموح قادر على المشاركة الفعالة في خدمة المجتمع وتشييد الوطن، ورسم المستقبل، ومواكبة التطور العالمي، مضيفاً «أصبحنا ننتظر المؤتمر العلمي بشغف من عام إلى عام، لنسعد بإبداعات أبنائنا وبناتنا طلاب وطالبات التعليم العالي، ونفخر بإنجازاتهم العلمية وأفكارهم الرائدة التي تعكس مدى نبوغهم».
وأكد أن تجربة المؤتمرات العلمية الماضية كانت ذات نتائج مشجعة ومحفزة للاستمرار والتطوير، وعكست الجدية العلمية لدى الطلاب والطالبات وقدراتهم الإبداعية في المجالات العلمية المختلفة، لافتاً إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر العلمي جاءت لتؤكد هذا الدعم والتشجيع من منطلق الحرص على تحقيق تلك الأهداف وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة من أبناء وبنات هذا الوطن الذي نفتخر ونعتز بانتمائنا إليه.
ووجه وزير التعليم العالي شكره لكل من أسهم في التخطيط والإعداد والتنفيذ لجعل هذا المؤتمر ينبض حيوية ويفيض إبداعاً وتميزاً، مبيناً أن هذا الجهد الواضح في حسن الإدارة والتنظيم يدفعه لأن يتوجه لطلاب وطالبات التعليم العالي بالشكر «وأقول لهم إن الأمل معقود عليكم، وإن مستقبل هذا الوطن رهن بسواعدكم، وتصنعونه بطموحاتكم، فلتكن أحلامكم وطموحاتكم بحجم محبة ورعاية هذا الوطن الرحب لكم».
من جهته، بين وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات رئيس اللجنة المنظمة الدكتور عبدالقادر الفنتوخ أن نحو 15 ألف طالب وطالبة شاركوا في الملتقيات التحضيرية، وتم ترشيح نحو 4.572 مشاركة في المؤتمر بزيادة تقدر بنحو 39 في المئة عن المؤتمر الماضي، إضافة إلى قبول نحو 572 مشاركة مميزة للتصفيات النهائي.
وقال الدكتور الفنتوخ «أثناء التحضير لهذا المؤتمر تحت شعاره المعلن كان الطلاب والطالبات هم الغاية والوسيلة، فقد كانوا هم المنظمين، المتنافسين، الإداريين، والمبدعين بأفكارهم ومبادراتهم في الإعداد والتنظيم، فكان المؤتمر تجربة فريدة لهم في المشاركة والتطبيق».