اعتادت قرية القصيم التراثية بالجنادرية التميز ولفت انتباه الزائر ، وبرع القائمون عليها بتجسيد الواقع الذي يعيشه أبناء المنطقة بين الماضي والحاضر، وكيف أكسبوا قريتهم التراثية أولوية لدى الزوار باختلاف المناطق التي ينحدرون منها، مؤكدين وعبر هذا المهرجان العريق حجم اللحمة الوطنية التي ينعم بها شعب المملكة العربية السعودية، إذ اجتمع الجميع على حب القصيم وبذات الحب لجازان، وللباحة وللجوف ولنجران ولحائل وللمنطقة الشرقية وللرياض حيث العاصمة التي تحتضن هذا المهرجان الذي يفاخر به أبناء الوطن، ويدعمو ن مواصلته تصدير مشاعر الفخر المقرونة بـ (الولاء والوفاء) شعار نسخة هذا العام، الذي تتعاظم فيه اللحمة الوطنية، ويتباهى المواطن والمواطنة بحكمة وحكنة وحب القيادة الرشيدة.
في كل أنحاء قرية القصيم التراثية وعلى غرار باقي أجنحة الجنادرية وبيوت المناطق والقرى المشاركة، تتنفس الأرض حباً لوطن يمثل لنا كل شيء، وتغني طرباً باسم بلدٍ تاريخه يباري بالأصالة حاضره الذي يأخذ من الثقة والرؤية الثاقبة واتساع الآفاق عتاداً يضمن تحقيق المستقبل الأكثر إشراقاً، لتظل بلادنا أعظم فخر، وتعيش رايتها هناك خفاقةً فوق السحاب، ويدوم أمننا ورخاءنا وسؤددنا وقوة سواعدنا بناءً ودفاعاً بحزمٍ وعزم.
المتجول في جنبات وساحة قرية القصيم التراثية يلمس تنوعاً كبيراً في المعروض، ليشمل الجوانب التاريخية والحضارية للمنطقة، إلى جانب بيع المنتجات التي تشتهر بها القصيم في القطاع الزراعي والصناعات التحويلية.
60 ركناً في هذه القرية التراثية، مزجت بين ماضي المنطقة العريق والحاضر الزاهر، تطرزها فعاليات أخذت من قيم وعادات المنطقة وتقاليدها أسلوباً للترحيب بزوارها الذين اتفقوا على عظيم الحفاوة وبالغ الكرم.
ومن أبرز ما شاهده الجمهور في قرية القصيم القصر التراثي في جناح المنطقة والذي يتكون من دورين رئيسيين هما الضيافة في المنتصف وتقدم للزوار 200 كيلو تمر سكري من الدرجة الأولى و25 ألف قرص كليجا من صناعة فتيات المنطقة بالإضافة إلى 700 دلة قهوة عربية لزوار الجناح يومياً , ويحيط الضيافة عدد من المعارض المشاركة والتي تستعرض حضارة المنطقة التاريخية وما تحتويه من تنمية أسهمت في انعكاسها على الزوار بشكل كامل عبر عدداً من المعارض التي وصل عددها إلى 10 معارض مختلفة .
وكان لجامعة القصيم حضوراً ملفتاً لعرض الخدمات التعليمية إلى جانب الخطط والرؤية المستقبلية لتطويرالتعليم العالي في المنطقة ، والتي يحتوي معرضها على اتفاقيات الجامعة الدولية الـ 12 بالإضافة إلى تاريخ إنشاءها وعدد الطلاب والطالبات الدارسين بها والموظفين والبرامج الأكاديمية التي تقدمها للزوار ، بالإضافة إلى عرض مرئي تعريفي يحتوي على صور ومعلومات الجامعة ، وأهم إنجازاتها والإعتمادات الوطنية والإتفاقيات التي وقعتها الجامعة مع عدد من الجامعات الدولية والشركات الكبرى , بالإضافة إلى التخصصات العلمية في المجالات المختلفة وخدماتها المتنوعة في 37 كلية في المنطقة التي ينتسب إليها أكثر من 72 ألف طالب وطالبة .
وتضمن المعرض فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة لتعريف الزوار بالمقومات السياحية في المنطقة ودليلاً شاملاً لما تمتلكه من إرث تاريخي كبير ، بالإضافة لعرض معلومات عن المهرجانات التي تقام داخل المنطقة ويصل عددها لأكثر من 47 مهرجان تبرز ما تمتلكه القصيم من مقومات إقتصادية وزراعية وغذائية وتراثية وطبيعية , بالإضافة إلى المنتجات المتميزة من الحرف اليدوية التي تصنع على أيدي حرفيي المنطقة والتي تشتهر بها المنطقة وتستخدم من خلال المواد المحلية.