ناشد مدير مدرسة مالك بن دينار الابتدائية في محافظة خميس مشيط المسؤولين لإنقاذ أبنائه طلاب المدرسة من تحرشات بعض طلاب المدارس في المراحل المتوسطة والثانوية والمجهولين بعد أن اتخذوا من مواقع محيطة بالمدرسة مغطاة بالصخور والأشجار الكبيرة والعملاقة وكراً لممارسات غير أخلاقية واغتصاب الطلاب صغار السن بداخلها. وكان آخرها يوم الأربعاء الماضي، حيث فاجأ ولي أمر مدير المدرسة وهو مختنق بعبرته وهو طاعن في السن ويروي الحادثة، ويقول كنت ماراً بين الأشجار قاصداً المسجد لصلاة الضحى، وبينما أنا أسير على قدمي سمعت صوت استغاثة وشخص يصرخ (إلحقوا عليّه).
ويواصل قائلاً: دخلت بين الاشجار وأنا أنزل بجسمي من كثافة الأشجار، فوجدت مجموعة من الشبان الذين تمكنوا من القفز والهرب جميعاً تاركين خلفهم بعض الملابس والأحذية، مخلفين وراءهم صبياً بعد أن انتهكوه وجعلوه يصرخ ويتألم، ويقول كيف نطمئن على أولادنا بعد ما شاهدت هذه الأفعال الخطيرة وأمام المدرسة؟ نحن نترك أولادنا في المدرسة مطمئنين عليهم، ولكن بعد الذي رأيت كيف لنا أن نطمئن، خصوصاً أن المدرسة المتوسطة ملاصقة لهذه المدرسة؟
مدير المدرسة على الفور قام بالوقوف على الموقع حيث إن الموقع لا يلفت الانتباه، وهو مغطى بالأشجار من جميع الجهات، وبين المنازل. وقد وجد قاصدو الموقع أن هذا الوكر مناسب لنزواتهم، وبتفتيش الموقع وجد بين الأشجار جلسة مغطاة من فوق بالأشجار، ولا يمكن اكتشافها بسهولة. كما عثر وسط الجلسة على شيش معسلات وبعض القوارير الفارغة وبعض الملابس وعقاب السجائر، ولا يستطيع أحد الخروج منها إلا مَنْ كان يعرف طرقها جيداً.
مدير المدرسة علي بن هادي القحطاني، قال إننا نعاني منذ سنوات من وجود الصخور والأشجار مقابل مدخل المدرسة، وقد قمت بمخاطبة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة للوقوف على الوضع دون فائدة، كما قمت بمخاطبة بلدية المحافظة لرفع تلك الصخور وقص الأشجار أو اقتلاعها دون جدوى، واليوم نكتشف مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية من بعض الأشخاص سواء من الطلبة الكبار، أو من عامة الناس، ممن قد يستغلون الموقع للاغتصاب أو حتى الاختطاف، وإنني أناشد المسؤولين بسرعة التجاوب معنا والعمل على نقل هذه الصخور واقتلاع الأشجار، وجعل الموقع أكثر أمناً على طلابنا صغار السن، وقال: قمت أيضاً بمخاطبة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة بعد الواقعة مباشرة، وأبلغتهم بخطورة الموقع وتهديده لسلامة أبنائنا الطلاب، على أمل الاستجابة، مشيراً إلى أن المدرسة تطبق نظام الإشرف اليومي أثناء خروج الطلاب، حتى يغادر آخر طالب، ولكن هذا لا يكفي فلا بد من تدخل الجهات المعنية والوقوف على الموقع، خصوصاً وقت الاختبارات التي يكون معظم الطلاب خارج أسوار المدارس ولا يذهبون إلى المنازل بعد انتهاء الاختبارات مباشرة ما يعطي فرصة لاستغلال هذا المكان.
كما تحدث أحد معلمي مدرسة مالك بن دينار، الذي قال إنه خلال العام الماضي شاهد مجموعة من الشباب يحاولون اقتياد طالب (كان طالباً في المدرسة نفسها قبل أن ينقل منها) للدخول معهم بين تلك الأشجار إلا أنه تمكن من إنقاذه بعد أن توقف وأخذ يتحدث إليهم ومن ثم تمكنوا من الفرار.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لتعليم عسير محمد بن مانع آل يحيى أنه جرى مخاطبة المحافظة لتوضيح ضرر الأشجار وطلب إزالتها. من جانبه، أوضح لـ «الشرق» رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور مسفر الوادعي أنه تم تعميد وكيل البلدية للشؤون الفنية للوقوف على الموقع بنفسه، ومعرفة وضع تلك الساحة ومالكها، ومن ثم توجيه المعدات إلى الموقع لإزالة تلك الصخور والأشجار، مشيراً إلى أن المعدات تعمل في موقع آخر الآن، وخلال يومين سوف تتوجه إلى موقع المدرسة، وتعمل على رفع الصخور وإزالة الأشجار.