بعد أن كانت تُستقدم من بلادها براتب 800 ريال، الآن.. وبعد فترة السماح لتصحيح أوضاعهم القانونية داخل البلاد تطلب العمالة المنزلية راتبًا لا يقل عن 1600 ريال، والبعض منهم يبالغ ويصر على 2000 ريال مقابل نقل الكفالة، هكذا بدأ المواطن ماجد سعد حديثة لـ»المدينة» معربًا عن استيائه من استغلال بعض العمالة الوافدة المكرمة الملكية بتصحيح أوضاعهم؛ ليبالغوا في مقدار رواتبهم، مؤكدًا أنّه لا يعقل أن يتم دفع هذه الرواتب العالية للخادمة أو للسائق، بينما يوجد خادمات من دول أخرى متوفرة بطريقة رسمية، وبراتب لا يتجاوز 800 ريال.
فيما بيّن سمسار يطلق على نفسه اسم أمين أنه لديه سائق وخادمة يريدان العمل سويًّا لكن براتب 1600 للخادمة، و1800 ريال للسائق، مفيدًا أن كلاً من الخادمة والسائق مصرّان على راتبهما بدون تنازل عن جزء منه، خاصة أنهما يعرفان أن بعض الأسر السعودية لديها استعداد لدفع رواتب أكثر من هذا.
إلى ذلك اكتظت المنطقة المحيطة بمبنى القنصلية الفلبينية والإندونيسية بعشرات العاملات المنزليات من صاحبات الجنسية الإندونيسية والفلبينية، فضلاً عن عائلات سعودية كثيرة تبحث عن عاملات.
واستغل سماسرة هذه الوضع، حيث يجد أحد الأشخاص يطرح عليه السؤال الذي بات يتكرر على الكثير من المارة بجوار القنصليتين هذه الأيام (هل تريد خادمة أم سائقًا؟!) فنحن هنا سنوفره لك!! نعم إنها هذه الحقيقة التي باتت تنتشر هذه الفترة.
والكل منهم يعرض شروطه، فالأول يتيح بتكفل بكافة الإجراءات لإنهاء معاملة نقل الكفالة، وآخر يتعهد بإيصالها لمنزل الكفيل الجديد مع السعي في إنهاء كافة إجراءاتها، ولم تقف الأمور عند ذلك، بل تصل لنقل العفش الخاص بالخادمة أو السائق!! هذا من جانب العروض والخدمات،ويحدث التفاوض مع العاملات، فالأسعار تبدأ من راتب 1500 ريال وتصل لـ2000 ريال، مع دفع تكاليف نقل الكفالة.
ويؤكد فهد الرحماني وهو شاب يبحث عن خادمة لرعاية أمّه الكبيرة في السن، معاناته امتدت لثلاثة أيام بهدف اختيار عامله بنفس المواصفات التي تريدها والدته حيث يقول: الخادمات موجودات، وأعدادهن كبيرة جدًّا، والكل منهن يريدن أن يبرمن عقدًا جديدًا مع أسرة جديدة تتكفل بتوفير رواتبها التي تعينهن على القيام بتحمّل تكاليف أسرهن خارج نطاق المملكة.
ويضيف الرحماني إن الأسعار باتت ترتفع يومًا بعد الآخر في ظل وجود عدد كبير من السماسرة الذين يسعون في إبرام عقود جديدة بين كفيل سابق وجديد، بمبالغ مالية تبدأ من 1500ريال إلى أن تتجاوز 2000 ريال.
ويشير عبدالله الزايدي أنه تفاجأ خلال وجوده بجوار القنصلية الفلبينية بوجود أصحاب مكاتب الاستقدام الذي يستغلون خبراتهم في مجال الاستقدام، وانهاء المعاملات ليستغلوها بمجال السمسرة، ونقل الكفالات بواسطة مندوبين مدفوعي الأجر، وبمقابل 100 ريال على كل صفقه تعقد بين خادمة هاربة وكفيل جديد.