تشارك المملكة العربية السعودية العالم الاحتفاء بيوم السعادة هذا العام تحت شعار “السعادة معا” الذي يوافق 20 من مارس كل عام وفق ما أقرته الأمم المتحدة اعترافا بأهمية السعي للسعادة لتحقق التنمية المستدامة وتوفير الرفاهية بين الناس وتحقيقا للتوافق الاجتماعي وسلامة الفرد والبيئة داخل المجتمعات.
فمن خلال ما يواجه العالم من تغيرات مختلفة حدث تحول عميق في المواقف لجميع انحاء المعمورة، وأدرك الناس أن التقدم يجب أن يكون في زيادة سعادة الإنسان ورفاهيته، وليس فقط في تنمية الاقتصاد، وعليه أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011 يوماً عالمياً للسعادة، ودعت إلى اتباع نهج أكثر شمولاً وإنصافاً ومتوازناً للنمو الاقتصادي الذي يعزز سعادة ورفاهية جميع الشعوب، وتبنت جميع الدول الأعضاء في الجمعية وعددهم 193 دولة هذا القرار.
واحتلت السعودية المركز الثالث عربياً، والـ33 عالمياً من بين 156 دولة؛ وفق مؤشر السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي؛ فيما أصبحت فنلندا أسعدَ دول العالم وفقاً للتقرير الذي وضع أربع دول عربية في المراكز الـ50 الأولى.
وتتصدر مدينة جدة مدن العالم احتفاء بهذا اليوم السعيد بفضل جهود وعزيمة شباب الوطن تمثل في إقامة “ملتقى السعادة” بمشاركة خبراء ومختصين في تعزيز مفهوم السعادة وبث روح التفاؤل ونشر قيم الأمل السامية، ويهدف الملتقى لتعزيز ثقافة السعادة ورفع الإيجابية في بيئة العمل وخارجها وتبنيها كأسلوب حياة دائم، مع توضيح أثر السعادة على إنتاجية الفرد وتوفير بيئات إيجابية وسعيدة للعاملين في مختلف مواقعهم وترسيخ القيم الإيجابية.
تلك الجهود نشأت من خلال مبادرة فردية لإحدى المهتمات بثقافة السعادة والتي شاركت في عدد من الأنشطة السابقة لدعم وترسيخ ثقافة السعادة محلياً، ثم تبلورت المبادرة الفردية لتكون جهدا جامعا بعد أن لاقت صدى وتجاوباً من العديد من القطاعات الوطنية.
الأستاذة سلطانة بنت عبد المغني العمري جسدت نموذجاً لما تقدمه المرأة السعودية حالياً على أصعدة شتى في ظل الآفاق المفتوحة لها مع سياسة المملكة الحالية لتمكين المرأة السعودية.
وأوضحت سلطانة العمري الناشطة في مجال ثقافة السعادة أنها تسعى لتوضيح قيمة السعادة ودورها في رفع جودة الحياة في المجتمع، مع التعريف بمؤشر السعادة العالمي ومدى استفادة الدول من ارتفاع ترتيبها في هذا المؤشر، إضافة إلى تأثير السعادة على حياة الفرد والمجتمع والعائلة.
وقالت سلطانة العمري إنها لم تكن تتوقع كل ذلك التجاوب الكبير الذي يعكس وعياً مجتمعياً هائلاً يتماشى مع رؤية المملكة ويتواكب مع طموحاتها لـ2030 وما بعدها وقدمت سلطانة شكرها لوزارة الصحة وغرفة جدة وعدد من القطاعات الخاصة التي دعمت مبادرتها لنشر ثقافة السعادة في المجتمع.