كلمة هبله وتعني بـ : ( أعطه أو ادفع له ) , أو بأي معنى آخر قد يكون قريبا جدا من معناها الحقيقي , أو من حيث موقعها ومقصدها في الجملة أو في الكلام , وكذلك من حيث حالة النطق بها من قبل أي شخص , إلا أن كلمة ( ادفع له ) فستعتبر هي الأقرب والأنسب لمعنى كلمة ( هبله ) , وأما كلمة ( بخششني ) فأصلها لم يكن معروفا أو متداولا في زمننا الماضي بخلاف اليوم , وكونها قد نقلت إلينا نقلا من قبل بعض الأجانب أو الدخلاء علينا , فهم أول من بدؤوها بل وفرضوها علينا فرضا , سواء من حيث الفهم لها أو من حيث التعامل بها , إلا أنها وفي الحقيقة .. لم تكن لتوجد بيننا أو لتظهر علينا إلا كـ ستر أو غطاء عن معناها الصحيح والمسمى بـ : أرشني من ( الرشوة ).
فزمن هبله ( بخششني ) : هو الزمن الذي نعيشه اليوم ومع الأسف , بهدف الحصول على الشيء الهام والأساسي الآ وهو المال , والذي قد أصبح شرطا أساسيا في كل تعاملاتنا اليومية , وهو لم ولن يتحقق إلا ومن خلال تقديم أو تلبية أو تبادل الخدمة بين الطرفين , خاصة ومن حيث العرض والطلب أي مابين الشخص الأول ( مقدم أو طالب الطلب ) , والشخص الثاني المستفيد أو ( الملبي أو المزود أو القائم بخدمة الشخص الأول ) , وعليه .. إذ نجد أن كلمة ( بخششني ) مازالت تعبر عن مفهوم ادفع لي أولا وقبل أن أخدمك كـ ثانيا أو العكس , أو بمعنى سأخدمك ولكن بالمقابل , أي واحدة بواحدة ومصلحة بمصلحة , كما أنه لا توجد خدمة من دون أي مقابل , وحتى إن كان المقابل قد قدر بأي ثمن فلربما وجد البديل عنه أو عن هذا المال كملك أو عقار أو سيارة .. الخ .
لقد أصبحت كلمة هبله ( ادفع له بخششه ) تستخدم وبشكل يومي بيننا كاستخدامها في داخل أسرتنا خاصة أو في مجتمعنا عامة وحتى من قبل أطفالنا , وما إن وجد الطفل الصغير منهم أباه إلا وقد رفع يده ليطلبه ريالا وقبل أن يفكر الأب بتقبيل طفله ليسبق الطفل أباه بطلبه , وكذلك هو الحال أيضا مع أصحاب المتاجر والمشتريات .. الخ , أو حتى مع العامل والذي قد أصبح هو الآخر يطلبك المقابل نظيرا عن أي طلب أو خدمة , وقيسوا على ذلك الكثير والكثير منهم , لدرجة أنها قد رفعت المتعاملين بها إلى أعلى القمم والطبقات العالية من الغنى و الثراء الفاحش , ولهذا فهي عزيزة جدا وغالية على كل من عرفها وتعامل بها جيدا , وكونها قد منحت لهم الفكر والدهاء وأيضا الذكاء والتسلق على أكتاف كل من أجبر على استخدامها من أجل الوصول إلى مبتغاة , وفي المقابل فهي قد عكست لنا تماما عن كل من قد عرفها وأستخدمها بغير طرقها الصحيحة.
وكونها قد تسببت لهم التعاسة أو الفضيحة أو السمعة السيئة , وذلك لما لها من شبه كبير في معناها والمسمى بـ : ( الرشوة المرتشي ) , وفي الختام .. فستبقى هذه الكلمة كثيرة الحظ بصاحبها وفي جلب السعادة له إن أحسن في استخدامها لدى الغير ومن دون أي طمع أو جشع , أو ستبقى أيضا قليلة الحظ به وفي جلب التعاسة له أو لكل من أساء في استخدامها , ليبقى المعين لنا هو المولى سبحانه وتعالى لأن يعيننا عليهم أو يجنبنا منهم .