حينما أرى تخاذل العرب تجاه الوحدة الوطنية والوحدة العربية ووحدة الأمة الإسلامية, والانشغال في أمور سطحية عن الأمور الجوهرية البناءة, أتمنى حقاً لو أن «العرب» شخص حـي أمامي لأهز أكتافه بشدة وأصرخ في وجهه «استيقظ» أرجوك فقد أهلـكَـنا سُباتك, استيقظ أرجوك لقد فقدت أبناءك ...
أوضاع الوطن العربي تدهور وتفرّقـت مجتمعاته التي كانت تتميز بتلاحمها وترابطها كالجسد الواحد. فـاليمن, أصبحت تندر الأخبار المبشرة والإيجابية في صـحفها وتطـغى السلبية على أحداثها والكلمات المستخدمة لها, كالـ (وفيات,ضبط,تهديد,إضراب,اختطاف,مسلحون,قتلى وجرحى,سطو,الحوثيين وصراعاتهم مع القبائل اليمنية) وانشغلت السودان بانقساماتها و الفجوة التي تتسع بين سكانها, الشمال والجنوب وتجزئتها وتقسيم ولاياتها و الضغوط التي تواجهها في سبيل الاتفاق بينهم و مصــر وما أدراك مايحدث هنـاك من نزاعات وتطرف وشطط وانقلابات ومايحصل من تفكك و مشكلة الأزهر و "وا أزهراه" والإرهاب في لبنان ومايفعلوه من خطف وتدمير, وأيضاً أوضاع لبنان غير المريحة والوضع الأمني الصعب في المنطقة وما يجاورها كما قال رئيس الحكومة تمام سلام.
وفلسطين والـ66 عاماً على نكبتها ونزاعاتها المستمرة مع المحتلين الصهاينة وانشغال العرب بقضاياهم الداخلية عن قضية فلسطين المهمة و التي تخص العرب ككل و ليس فقط "الفلسطينيين" , وماحدث في الفترة الأخيرة للمسجد الأقصى من قِـبل المحتلين, وردود الأفعال المخيبة للآمال تجاهها, فهل ياترى نُـسيت فلسطين أم أنهم آمنوا بوجود الصهاينة فيها!
وللعراق نصيب في التفكك المجتمعي الرهيب والحروب و الصراعات لانتماءاتهم القومية والدينية وما يحدث من اعتداءات مشينة بحق الإنسانية, واكتساح الإرهاب لهذه الأرض العامرة بالتراث والعلم ومحاولة السيطرة عليها بأساليب القتل والهمجية لفرض نفوذهم والأردن وجرائم العنف المتزايدة, وهل للقضايا الحاصلة في وطننا العربي يـدٌ بها!. وشقيقتها سوريا التي لم تعد كما عرفناها, إذ أصبحت بلداً مقطّع ولكل جزء زعماؤه, فهل ستعود سوريا كما عرفناها وتتوحد مرة أخرى ? حال أمتنا العربية سيئة, فهل حقاً اتفق العرب على أن يختلفوا! وإلى متى سيبقى هذا الاختلاف! وهل يعتقدون بأن اختلافهم هذا سيعمل إيـجاباً على أوضاعهم المستقبلية وبأن لهم الحق في فعل هذه الجرائم الحالية و فرض أرآءهم وتوجهاتهم بالعنف, أم أن عقولهم "منومة" مؤقتاً وقد تستيقظ لاحقاً لتدرك الواقع, وكم أتمنى بأن يأتي هذا اليوم عاجلاً غير آجل.
لـذا يجب على الجميع أن يشعروا بالمسئولية والقيام بأدوارهم في مجالاتهم, وأن يقفوا صفاَ واحداً ضد النزاعات والأفكار المتطرفة, والعمل على حل المشكلات وإبداء الآراء حولها بمنطقية وعقلانية لا بإسلوب همجي وعدواني, والعمل على السيطرة على تلك الفئات والفرق المختلفة و التقريب بينهم, وتفتيح عقولهم على أوضاع وطننا العربي وماوصلنا إليه, وأيضاً يجب علينا محاربة الإرهاب أينما كان والاتحاد أمامه لكي لا نُـعطي له مجال ليتمادى ولا فرصة ينتهزها ضد توحدنا,أيضـاً رغم هذا التفكك يجب التنبه لمن يُـعادينا في ديننا وثقافاتنا و وحدتنا وما يَـنشر و الذي يؤدي لاشتعال الفتن وتأججها بيننا, ويجب الالتفات لـقضية "تهويد القدس" التي غفل أو يتغافل عنها البعض!, فالقدس هي ثالث أقدس أرض و أولى القبلتين وإليه أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وعرج به للسماء, فأين نحن عن هذه الأرض المقدسة!