استضاف نادي الأحساء الأدبي صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في محاضرة بعنوان “تحديات الهوية والمواطنة”، وذلك في مقر النادي.
وقد أعرب سموه عن بالغ شكره وتقديره للدكتور ظافر الشهري رئيس نادي الأحساء الثقافي وأعضاء مجلس الإدارة لهذه الدعوة الكريمة، وتوجه إلى أهالي الأحساء، بقوله: إنها المحافظة الغالية على قلوبنا جميعاً كما عبر عن ذلك المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز حين خاطب أهل الإحساء خلال زيارته لها سنة 1382هـ/1963م؛ فقال: “يسرني في هذه اللحظة السعيدة أن أعبر لكم عن عظيم امتناني وشكري لهذه الحفاوة اللطيفة التي قابلتم بها إخواناً لكم، أتوا للقياكم ذاكرين لكم تاريخكم المجيد”.
وقال سموه في محاضرته: “إن الإدراك يتزايد في منطقة الخليج حول أهمية موضوع الهوية الوطنية؛ لاسيما ونحن نرى الآثار المدمرة في بلدان كثيرة، ومنها بعض دولنا العربية التي لم تنجح في صياغة هوية وطنية جامعة؛ فقد تفتت النسيج الاجتماعي فيها بسبب هيمنة هويات فرعية دينية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية لا تُبنى على أُسسها الأوطان؛ بل تتسبب في تدمير الأوطان؛ ولذلك علينا أن نعض بالنواجذ على كياناتنا الوطنية الناجحة، وأن نرسخ هوياتنا الوطنية لتحافظ على المنجزات المحققة. وهذا بحمد الله ما نلمسه عند شعبنا وبذلك لا خوف على هويتنا الأصيلة”. وإن وطنيتنا الحقيقية ليست شوفينية أو متعالية أو متطرفة بل وطنية اعتدال وتسامح وتعايش وانفتاح وهذه الوطنية تترسخ في وجدان شعبنا بالأخذ بالأسباب الثقافية والتعليمية والتربوية والنظامية، وأحسب أن هذا ما نشهده منذ انطلاقة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان.
وبمناسبة زيارة سموه للأحساء نظم النادي الأدبي جولة سياحية زار سموه خلالها قصر إبراهيم التاريخي أحد آثار الأحساء ، وبيت البيعة، وهو البيت الذي شهد مبايعة أهل الأحساء للملك عبد العزيز، رحمه الله، وانضمامهم إلى الدولة السعودية عام 1913م، وهو أول بيت يدخله الملك المؤسس في الأحساء، كما زار المدرسة الأميرية التي يمتد تاريخها إلى عقود من الزمان، وقد تم تشييدها وسط مدينة الهفوف. بعد ذلك زار سموه جبل القارة أحد أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، وقد سُجِّل في لائحة التراث العالمي عام 2018م، أعقبه زيارة مسجد جواثا الأثري. وفي اليوم الأخير من جولته، زار سموه ميناء العقير، أحد أقدم الموانئ في المملكة، وكان البوابة الاقتصادية في بداية تأسيس الدولة والمنفذ الرئيسي للوصول إلى شرق المملكة ووسطها، فيما عزز من مكانته التاريخية مراسم اتفاقيات ومفاوضات سياسية في عهد الملك المؤسس، رحمه الله