تختلف مستويات حروب التضليل بإختلاف الأهداف وليس من الضروري أن يُستخدم الإختراق أو القرصنة الإلكترونية لكي تكون الحرب رابحة, بينما الأشد ذكاءً هو إختراقوقرصنة العقول من خلال التضليل وتغيير الوقائع والأحداث وتحوير وأدلجة المفاهيم وتغليف الكلمات والعبارات بتحسين السيئ وتزيين القبيح وإظهار الشرّ في صورة الخير للوصول الى غايات وأهداف يُخفف بها وطأة الحقائق, وهذا أسلوبٌ خطير شعاره الكذب والمكر والخديعة مما قد يحلّل الحرام أو يُحرّم الحلال لدى مجتمعاتنا الإسلامية ليُصبح عادةً ينتهجها البعض لا ينكرها الناس ولا يُبغضونها.
في الآونة الأخيرة بدأت عقولنا تألف بعض التصرُّفات والأفعال المُشينة والتي إن لم يحرّمها الدين فقد يحرّمها العُرف وما هذا الا نتاج ما ألفته مسامعنا من الكلمات والعبارات المُغلّفة بغلاف الحياء بينما يختبئ تحت هذا الغلاف ما لا تقبله أذنٌ ولا عينٌ ولا قلب كإطلاق لفظ المثلية بدلاً من المعنى الحقيقي (الشذوذ الجنسي) وإستخدامألوان وشكل قوس الرحمن كشعار لهذا المُنكر، كما أن هناك كلماتُ حقٍّ أريد بها باطل يستخدمها المُرجفون لتغيير المعنى الجميل الذي تحمله هذه العبارات كقول دع الخلق للخالق وغيرها الكثير.
هنا ينقسم المستمعون الى قسمين قسمٌ يبحث عن الحقيقة وقسمٌ آخر يكتفي بما سمع ولا يكترث لتغير المعنى والمضمون، يقول الفيلسوف والباحث الألماني فريدريك نيتشه: (في بعض الأحيان، لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطّم أوهامهم).
وفي عصرنا الحالي لعبت التكنولوجيا من خلال الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي دوراً كبيراً وهامّاً في هذا الجانب من خلال نقل وإنتشار المعلومات التي قد تكون مضلّلة من عدمها, لذا وجب علينا البحث والتقصّي عن المصدر الرئيسي للمعلومة ومن مصادر مختلفة لنتمكن من التمييز بين الرأي والحقيقة وإدراك ما يجب إدراكه ومعرفته لكي لا نقع فريسةً لأعدائنا المؤدلِجين ولكي نُدافع عن ديننا ووطننا وولاة أمرنا.
قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينا).