أظهر مهرجان واحة الأحساء الذي تنظمه الهيئة العامة للتراث، ومحافظة الأحساء، وأمانة الأحساء، بشراكة دار نورا حالة الإبداع والمهارات الفنية الراقية التي تتمتع بها عدد من الفنانات التشكيليات وصانعة النسيج، فمن غرف منازلهن خرجن إلى ساحة يؤمها آلاف الزوار من داخل الأحساء وخارجها، حيث بات المشهد بالنسبة لهن مختلف، وغدت الرؤية لما يقدمنه من فن وأعمال مرهونة برأي الجمهور العريض الذي بات يرى ويقيم ما يقدمونه من فن وأعمال، إلا أن خلاص القول بأن المهرجان ساهم وبدرجة كبيرة في التعريف بهن وبما يمتلكنه من حالة إبداع وفن جميل.
صانعة النسيج فخر الأمير تقوم بعملية النسيج باستخدام خيوط خاصة تدعى بالخيوط المكرمية، هذا الفن قديم جداً وهو قائم على النسج اليدوي باستخدام الخيط والإبرة دون أي تدخل آلي، وتحدث عن أبرز مصنوعاتها ومنها الثرية، وتحدثت عن الخيوط المكرمية بأنها قطنية 100% وتتميز بالمرونة مما يمكنها من تشكيلها وفق ما تريد، وأشارت إلى أن بدايتها كانت قبل أربع سنوات لتزيين منزلها بصناعة حامل لأحواض الزرع، وعمل مفارش للطاولات، وأبجورات لغرف النوم وغيرها إلى أن تحولت تلك الهواية مع الأيام إلى أشبه بالاحتراف. وأشارت إلى الثرية من النسيج التي تقوم بصناعتها بيديها تستغرق منها شهرين للانتهاء منها لأنها تجمع في منتجاتها بين غرز متنوعة الأشكال. ودعت فخر أخواتها لتعلم هذه الحرفة مشيرة إلى أنه مجدي مادياً، واستدركت بأن العمل في النسج يحتاج إلى الوقت والصبر لما فيه من جهد وتعب. وصنعت فخر العديد من الثريات طلبت من الكويت ومن الرياض، إلا أنها ترى بأن المهرجان حتماً خلق لها جمهور جديد. وتمنت فخر تقديم الدعم لأمثالها من الحرفيات من الجهات المعنية لتشجيعهم على فتح المحل وتطوير عملها.
الفنانة التشكيلية نعيمه الحرز تظهر إبداعاتها الفنية عبر الرسم الحر أمام الجمهور حيث تمضي خمس ساعات يومياً لرسم الفن التشكيلي الواقعي عبر رسم البروتريه، وتشير أنها طورت مهاراتها ذاتياً. وتبين نعيمه بأن فن البروتريه يعتمد على دقة القياسات للشخصية التي سترسمها، حيث أن اختلاف القياسات يؤدي إلى حدوث تشوه بصري.
نعيمه اعتبرت بأن المهرجان سلط الضوء عليهم ليعرفهم الجمهور في الأحساء وخارجها، وأشارت بأنه عرفت خارج المملكة قبل أن تعرف في داخلها، حيث سبق لها وأن شاركت في معارض تشكيلية في المغرب ومصر والأردن والإمارات، وعبرت عن سعادتها للاهتمام الكبير الذي بات الفن يلقاه من حكومة خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – حيث باتت الفرصة متاحة أمام الفنانين لإبراز ما لديهم من إبداع ومهارات فنية امام جمهورهم المحلي، ووصفت المهرجان بأن محفز للفنانين وإظهار ما وصفته بالحركة الإبداعية، وكذلك ممتع للجمهور في أكثر من مواقع سياحية، وتمنت إقامة هذا المهرجان على مدار العام لاسيما في المناسبات.
الفنانة التشكيلية الشابة أنوار عبدالمحسن عبرت عن فرحتها للمشاركة للمرة الأولى في مسابقة دار نورا ضمن مهرجان واحة الأحساء، حيث شجعتها أسرتها للمشاركة في المهرجان حيث بات الجميع يراها وهي ترسم لوحاتها أمام أنظار الجميع، ورأت أنوار في الجمهور الكبير الذي يزور المهرجان يومياً بأنه فرصتها الذهبية في التعريف بنفسها وتسليط الضوء عليها وعلى ما تمتلكه من مهارات فنية إبداعية، وأضافت بأن الخروج خارج المنزل والرسم أمام الجمهور تعد إضافة نوعية بالنسبة لها أو لأي فنان أو فنانة تشكيلية حيث ستلمس الفنانة بصورة مباشرة مدى قبول أو إعجاب الجمهور بما تقدمه من عمل، معتبرة بأن هذا الأمر يشعرها وغيرها بالسعادة والحماسة. وترسم أنوار أنواع من الفنون التشكيلية كالفن التكعيبي، وفن البروتريه الواقعي، والتجريدي وكل هذا أمام مرأى الجمهور