يواصل ملتقى الفيديو آرت الدولي في دورته الخامسة والأولى دولياً بمحافظة الأحساء، تنظيم عدداً من ورش العمل، والمحاضرات التي تخص الفيديو آرت.
وتأتي إطلاق هذه الحزمة الأسبوعية الغنية بالتدريب العملي واللقاءات التعريفية على هامش الاستعداد لإنطلاق الملتقى المقرر إقامته في اكتوبر المقبل بتنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبالشراكة مع دار نورة الموسى للثقافة والفنون المبدعة إحدى مبادرات مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية حيث ستكون الدورة الخامسة هذا العام تحت شعار “خيال الواقع ٠٠ نحو المستقبل “.
وجاء لقاء هذا الاسبوع الذي أقيم مساء أمس الأول بعنوان (فن الفيديو ارت ( Video Art) قدمتها أستاذ التصوير التشكيلي المشارك الدكتورة حنان يوسف الأحمد، في دار نوره الموسى للثقافة والفنون المبدعة بالأحساء، فريد من نوعه وغني بالمعلومات الهامة عن فن الفيديو آرت، ومكمل لورش التدريب التي أقيمت خلال الاسبوعين الماضيين.
حيث أكدت الأحمد على أهمية فن الفيديو آرت الذي يعتبر من الفنون الحديثة في مجال الفنون البصرية، والذي يخاطب المتلقي بطريقة تختلف عن الفنون الأخرى من خلال الصور المتحركة المعبرة التي تطرح أفكار ومعاني متعددة بفضل الوسائط المتعددة المستخدمة فيه، منوهة أنه أصبح جاذب وذو تأثير على المتلقي في مختلف الأعمار وهذا يرجع لكونه أحد لغات العصر في التقدم التقني، إضافة إلى امتلاكه القدرة على التفاعل والمشاركة بين العمل والمتلقي بإعتباره فن تفاعلي في بعض الأعمال المعاصرة لفن الفيديو آرت، مضيفة أن المعالجات ساعدت التقنية في إثارة عنصر الدهشة للمتلقي عن طريق مجموعة من العناصر البنائية التي قد توثر على المتلقي بصورة إيجابية في تنمية واثراء ذائقته الفنية والحسية، وتشكيل فكره الفني والجمالي والثقافي.
وأكدت الدكتورة حنان: ” أن الفيديو آرت يُعبر عن الثقافة والبيئة والمجتمع، ويعتبر أحد وسائل التعبير عن الهوية الثقافية البصرية بكل جوانبه، وجعلت الفنانين السعوديين المعاصرين يتوجهوا إلى هذا النوع من الفن ويحققوا من خلاله أحد جوانب رؤية المملكة في تأصيل الهوية والتأكيد عليها في جميع مجالات الحياة.
وأضافت قائلة: “ان الأعمال السعودية في هذا المجال صاعدة، والفنانين السعوديين مهتمين في طرح المشاكل والقضايا التي تهم المجتمع السعودي”. وقالت :” أن الفنانين يوجهون انتقاداتهم من خلال الأعمال والتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم المرتبطة بالمكان بخلاف الأعمال في الدول الأخرى”، منوهة أن المملكة إلى الآن لم تصل لمرحلة إقتناء أعمال فناني الفيديو آرت، وقالت :” إن الفنان مجرد عرضه لفكرته في معارض وملتقيات يعتبر قيمة فنيه كبيرة ترجع للفنان”.
وأثنت الأحمد على جهود جمعية الثقافة والفنون بالدمام على رفع مستوى الأعمال الفنية السعودية في مجال الفيديو آرت ووضعها في مستويات متميزة، واظهار الابداع في الأساليب الفنية المبتكرة ذات الأبعاد المفاهيمية والجمالية. مؤكدة أن التعبير والمعالجة الفنية والتقنية بالصورة والحركة والفيديو تعد من مميزات المرحلة المعاصرة.
وختمت الأحمد حديثها بالإشارة إلى أن الفيديو آرت يعد وسيلة للتعبير الفني في الفنون المعاصرة والذي ساعد الفنان في إيجاد مداخل جديدة للتعبير، معللة ذلك لسهولة التعامل مع أدواته وتقنياته، مضيفة أنه سوف يرتقي لمصاف الفنون البصرية الأخرى ويأخذ مكانته.
ونفت فكرة أن يكون من الفنون الأولى بين أنواع الفنون الأخرى، حيث لكل مجال من مجالات الفنون البصرية المتعددة مميزاته وأدواته ومكانته الفنية والتي يمتلك الفنان مهاراته الخاصة في التعامل معها للتعبير عن مفاهيم وتناول قضايا اجتماعية مختلفة إضافة لتعدد ذائقة الجمهور في الاستمتاع بجميع مجالات الفنون الأخرى، إضافة لامكانية اندماجه في مجالات الفنون البصرية والخروج بإنتاج فني ذا أبعاد جمالية ومفاهيم معاصرة.
يُشار إلى أن الملتقى سيستمر في تنظيم المحاضرات، التي تهدف إلى المساهمة في الحراك الثقافي والبصري، ويسهم بشكل فاعل في تنمية الثروة البشرية الإبداعية ورعاية وتشجيع المواهب والفنانين.
يذكر أن الدكتورة حنان الأحمد عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، كلية التصاميم والفنون بقسم الفنون البصرية، صدر لها عدد من الأبحاث المشتركة، والتي نشرت في مجال الفنون، كما صدر لها : كتاب أساليب معالجة الأسطح في اللوحة التشكيلية .. تجارب وحلول ٢٠٢٢م، ومراجعة وتحرير كتاب فن الخزف للأطفال