اختتم أسبوع الأزياء بالرياض الأول فعالياته بعد أربعة أيام تاريخية، حيث استقطب هذا الحدث الاستثنائيّ المشترين وراود هذا القطاع إلى المملكة العربية السعودية في خطوة وفّرت فرص مميزة للمصممين السعوديين وعكست اتساع وعمق قطاع الأزياء الذي يتطور بخطى سريعة خلال الأعوام الأخيرة بالمملكة العربية السعودية
وقد استضافت العاصمة السعودية 29 علامة تجارية سعودية في 15 عرضاً، حيث أقام مصمم الأزياء السعوديّ الشهير محمد آشي عرضه الأول على الإطلاق في البلاد، وهو ما يشكّل حدثاً تاريخياً ومميزاً بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية نظراً لأهميته على مستوى العالم
ويُعدّ هذا الحدث تتويجاً لثلاث سنوات من النمو والنجاح الملحوظين منذ تأسيس هيئة الأزياء السعودية، كما يعكس مشهد الأزياء المحليّ بالبلاد والذي ينطلق بخطى واسعة نحو المستقبل.
وقد تم وضع المدرج المتعرج أمام خلفية رائعة من الكثبان الرملية الاصطناعية واستوعب مئات الضيوف في مركز الملك عبدالله الماليّ المبني حديثاً، الذي يُعتبر أعجوبة معمارية وقوة اقتصادية في ربوع الرياض
وتخطت التصاميم الحدود التقليدية، بدءاً من عالم الأزياء المبهرجة والمبهجة إلى ملابس السهرات الجريئة والملفتة للأنظار، وكل الأزياء التي تتسم بالرقيّ الكلاسيكي، بالإضافة إلى الملابس التقليدية والقطع التي تتميز بأسلوب حياة الشارع.
كما قام معالي نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز بتقديم كل الدعم للمصممين المميزين وذلك باعتبار الموضة عنصراً أساسياً في النهضة الثقافية السعودية
أما بالنسبة فعاليات العرض، شهدت منصة عرض أزياء هنيدة الصيرفي حضور عارضة الأزياء العالمية الشهيرة حليمة عدن، حيث أطلقت مجموعتها “كوزموس” تكريماً لريانة برناوي، وهي أول رائدة فضاء سعودية تذهب إلى الفضاء.
وتميز هذا الحدث الاستثنائيّ بحضور الكثير من المشاهير الذين تمت دعوتهم للمساعدة بالترويج للمصممين السعوديين على المستوى العالميّ بما فيهم المؤثرة الألمانية ليوني هان، الممثلة السعودية خيرية أبو لبن، والمغني المصري أحمد سعد والتوأم الإماراتي الذي أحدث انقلاباً بعالم الموضة محمد وحميد هدبان.
كما عزز أسبوع الأزياء الرسميّ الأول في المملكة العربية السعودية من تنوّع المصممين السعوديين الناشئين والعلامات التجارية السعودية العريقة. فبالإضافة إلى عروض الأزياء كان هناك صالة عرض للمناسبات يُمكن للضيوف زيارتها واكتشاف مجموعة هائلة من الأساليب والقطع المختلفة التي يقدّمها المصممون السعوديون
وفي فعالية هي الأولى من نوعها، أبرمت سنابشات شراكة مع أسبوع الأزياء بالرياض لتوفير تجربة واقع معزز غامرة تضفي الحيوية على العلامات التجارية في أماكن مؤقتة تسمح للضيوف بتجربة التصاميم بشكل افتراضيّ.
كما دعم هذا الحدث الاستثنائيّ العلامة التجارية المحلية لمستحضرات التجميل التي تعود ملكيتها إلى سيدة، أستيري بيوتي، والتي توفّر أول مكياج مقاوم للصحراء في العالم، حيث تم إهداء الضيوف حقائب هدايا وأدوات تجميل
وفي معرض تعليقه على الحدث، قال بوراك شاكماك الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء:
كان هذا الأسبوع حلماً وتحقق فأسبوع الأزياء في الرياض خير مثال على التزامنا بجمع كل الأطراف العاملة في قطاع الأزياء في مكان واحد، وتسليط الضوء على رحلة تطوّر هذا القطاع الرائعة
وأضاف: نلعب دوراً أساسياً في دفع عجلة النمو والتنويع الاقتصادي، مع تهيئة بيئة مناسبة لتطوير مهارات المواهب السعودية ومساعدتهم على التألق عالمياً. ولا يسعني شكر المجتمع المحليّ والعالميّ بما يكفي على حضورهم إلى الرياض، ودعم هذا القطاع الناشئ بالمملكة العربية السعودية. وأنا متشوّق لرؤية الفعاليات القادمة في أسبوع الأزياء في الرياض
وعلى مدار العام المنصرم، شهد قطاع الأزياء السعوديّ تألق العلامات التجارية العريقة والناشئة ضمن فعاليات في مختلف أنحاء العالم حيث عُرضت التصاميم خلال أسبوع الأزياء في باريس وميلانو، وعادت مؤخراً من حملة ترويجية للمستثمرين في نيويورك. وقد شهدت الرحلة الأخيرة استثماراً مباشراً في علامتي 1886 وأباديا التجاريتين من قِبَل شركة تورميرك كابيتال.
كما قدّم إطلاق “تقرير حالة الأزياء بالمملكة العربية السعودية 2023 والذي استنبط البيانات الرئيسية من المملكة العربية السعودية لإنتاج دراسة شاملة حول قطاع الأزياء السعوديّ، نظرة عامة مفصّلة عن حجم القطاع ونموه واتجاهاته الرئيسية، بالإضافة إلى التحليلات، يستعرض التقرير التأثيرات الثقافية المتفردة والمواهب الاستثنائية التي تمنح قطاع الأزياء في المملكة العربية السعودية مكانته المتميزة.
ويستمر زخم هذا القطاع الذي يمضي قدماً بسرعة كبيرة مع افتتاح استوديو لتطوير المنتجات تابع لهيئة الأزياء بالأشهر المقبلة وهو مكان لدعم المصممين بأحدث الآلات والتقنيات والخبرات، ويهدف إلى تعزيز تطوير مجتمع تصميم الأزياء