[JUSTIFY]الجدل الذي امتد طويلاً حول رسوم الأراضي البيضاء وضع مجلس الوزراء أمس الأول حداً له ويبدو أن الخطى تتسارع باتجاه حلحلة قضية الإسكان؛ وهو الملف الذي يراوح مكانه منذ عدة سنوات، بين رجاء الحل وأمل تحقيقه، فبعد إعفاء وزير الإسكان من منصبه بعشرة أيام، جاء قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني بعد أن شغل الرأي العام في المملكة الذي رأى أنه سيُسهم في خفض أسعار السكن، الذي أصبح حلماً بعيد المنال لدى شريحة كبيرة من الشعب.
وبقدر ما كان الخبر مفرحاً لدى الغالبية العظمى من المواطنين، إلا أن أزمة الإسكان مزمنة ومركّبة ويشترك في تعقيدها أكثر من جهة، لذا فإن قرار فرض الرسوم يجب أن يكون بداية الطريق لحل الأزمة، وقرار مجلس الوزراء - الذي وجّه بشكل عاجل إقرار الترتيبات والتنظيمات اللازمة - كان واضحاً ويجب أن تدركه جميع الجهات، التي تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع الإسكان، وأن سرعة الإنجاز هي مقياس حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي دشّن عصره بحزمة إصلاحات إدارية وحكومية جذرية.
أزمة الإسكان تتكون من عدة عناصر يجب أن تعالج سوياً كي تُحل وتؤتي ثمارها في النهاية، من خلال سنّ التشريعات التي تسهّل تملّك الأجانب وإصدار التراخيص اللازمة لإتمام المشروعات العقارية خصوصاً من خلال فتح السوق للشركات الأجنبية المتطلعة للمشاركة في حل هذه الأزمة، وهي تدرك الحاجة الملحة للوحدات السكنية في المملكة وترغب في الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ما يعني دخول جهات في حل الأزمة تتعدى وزارة الإسكان لتشمل التجارة والمياه والبلديات وغيرها من الجهات الخدمية، التي يجب أن تعلم أن الوقت عامل حاسم، وأن التفريط في يوم عمل يعني التأخر في حل الأزمة، وهو ما ترفضه حكومة الملك سلمان التي دفعت بالشباب منذ البداية، وراهنت على حماسهم وسرعة إنجازهم.
لقد أسهمت الإجراءات البيروقراطية والتردد في اتخاذ القرار - التي شابت ملف الإسكان - في تفويت الكثير من الفرص، وعمّقت من شكل الأزمة التي استبشر الكثير من الناس بحلّها بعد أن حولت هيئة الإسكان إلى وزارة ينتظر أن يلحق بقرار فرض الرسوم التاريخي جملة من التشريعات الخاصة بالإسكان التي ستوصي بها اللجان المعنية لا سيما مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي أخذ على عاتقه تولّي أكثر الملفات التصاقاً وحساسية للمواطن، واضعاً أمامه مهمة إنجازها وتعطي سرعة التحولات التي طالت ملف الإسكان انطباعاً أن التغيير سيطال كثيراً من الملفات التي علاها غبار البيروقراطية والتأجيل، ويبدو أننا أمام مرحلة عنوانها الإنجاز.[/JUSTIFY]