في خطوة لم يتم الكشف عن الهدف من خلفها، طلبت وزارة العمل من وزارة الداخلية، إحصاءات دقيقة بجرائم “العمالة الوافدة” إلى المملكة، وتحديدا “العمالة المنزلية”، وذلك بعد أيام من تسجيل 3 حوادث متقاربة كان طرفها خادمات إثيوبيات.
وطبقا لمصادر فإن وزارة العمل أبلغت الداخلية بحاجتها لتفاصيل دقيقة للجرائم المرتكبة، إضافة إلى إدراج نوع الجرائم التي ارتكبتها العمالة بحسب الجنسية والجنس.
ولم تبلغ المصادر الخطوات التي ستقوم بها وزارة العمل حينما تتحصل على المعلومات والإحصائيات التي سترسل من قبل وزارة الداخلية، إلا أنها ألمحت في الوقت ذاته أنها بصدد مخاطبة سفارات تلك الدول، أو الاتجاه إلى إيقاف الاستقدام عن الدول التي تتصدر عمالتها الجرائم التي ترتكبها في البلاد.
يأتي هذا التحرك بعدما ارتكبت العمالة الإثيوبية عددا من جرائم القتل، كان آخرها مقتل طفلة مقيمة تبلغ 10 سنوات ومن جنسية سورية في الرياض بعدما هاجمتها عاملتهم من جنسية إثيوبية. فيما أثارت جريمة مقتل الطفلة “لميس” في محافظة حوطة بني تميم التابعة لمنطقة الرياض، وذلك على يد عاملة إثيوبية واستخدمت في جريمتها سكينا لنحر ضحيتها.
وكانت سيدة سعودية (35 عاما) قد نجت وأطفالها الثلاثة بأعجوبة عبر سرعة احتمائهم بإحدى الغرف وإحكام إغلاقها فى منزلهم في القطيف، هربا من عاملتها الإثيوبية التي كانت تطاردهم بـ”ساطور” وتريد أن تقتل به طفلة في السادسة من عمرها، قبل أن تستنجد بزوجها الذي أبلغ الشرطة لتدهم الجهات الأمنية المنزل وتقبض على العاملة وهي متلبسة.
وبثت جرائم العمالة المنزلية الرعب في الكثير من منازل السعوديين إذ إن الحوادث التي وقعت في العامين الأخيرين تميزت بالبشاعة خاصة جرائم القتل التي استهدفت الأطفال. ففي ديسمبر الماضي، أقدمت عاملة إثيوبية على محاولة قتل أم وابنتها في مدينة ينبع.
وفي ينبع أيضا هزت المجتمع السعودي جريمة قتل أقدمت عليها عاملة إندونيسية تمثلت في نحر طفلة سعودية تبلغ من العمر أربعة أعوام بحي العيون (1) بالمدينة الصناعية. ففي سبتمبر استيقظت المدينة على خبر مقتل الطفلة “تالا” على يد العاملة التي استخدمت “ساطورا” في تنفيذ جريمتها البشعة.
وفي خضم ما يحدث من جرائم تنفذها العمالة المنزلية في السعودية إلا أن باحثين أكدوا أن معظم هذه الجرائم تحدث من قبل عاملات قادمات من إثيوبيا، وهو الأمر الذي يفتح باب المناقشة حول أهمية الاستقدام من هذه الدولة في ظل شكاوى الكثير من المواطنين من هذه العمالة التي تدخل إلى المملكة في الغالب عن طريق مكاتب الاستقدام، في حين لا يوجد ما يثبت أن هذه العمالة قد خضعت لاختبارات نفسية أو تدريب.
في حين اشتكى الكثير من الأخصائيين والباحثين الاجتماعيين من ظاهرة هروب العمالة المنزلية وإيوائها وتأجير هذه العمالة للعمل تحت غطاء التستر للعمل في منازل السعوديين خلال المواسم مثل شهر رمضان.