أعلنت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة خلصت إلى عدم جدوى الاستمرار في تشغيل المستشفيات الصغيرة سعة 50 سريرا، والتوقف عن بنائها مستقبلاً، وإعادة هيكلة القائم منها بتحويل بعضها لتقدم خدمات المستشفيات العامة وإلغاء الخدمات السريرية في البعض الآخر، وذلك بعدما خلصت إلى وجود الكثير من الهدر في الموارد المالية على تشغيل هذا النوع من المنشآت التي تمثل 43% من مستشفياتها، و16% من عدد الأسرة، وذلك بسبب الانخفاض الشديد في نسبة إشغالها.
وعزت المصادر عزوف المواطنين عن إشغال هذه المستشفيات إلى تواضع مستوى الخدمات الطبية المقدمة فيها وعدم تواجد الاستشاريين، مما أحدث ضغطاً كبيراً على أسرة المستشفيات الكبيرة العامة في المدن الكبرى، ونتج عنه عدم توفر الأسرة للعديد من الحالات المستعجلة، إضافة إلى وجود قوائم انتظار طويلة للعمليات الروتينية.
وأوضحت أن الوزارة خلصت إلى عدم جدوى الاستمرار في تشغيل المستشفيات الصغيرة التي لا تلبي تطلعات المواطنين، نظر لعزوف الاستشاريين المختصين عن العمل فيها، مبينة أن تقدم التقنيات الطبية وما تبع ذلك من ضرورة توفر أجهزة تشخيصية وعلاجية غاية في التعقيد لا يمكن تشغيلها إلا في المستشفيات الكبيرة كان سببا آخر دفع الوزارة إلى إعادة النظر في المستشفيات الصغيرة، وأدى ذلك إلى تفاوت كبير في مستوى وجودة الخدمة الطبية المقدمة، وتابعت “إننا نجد خدمة متقدمة وذات جودة عالية في المستشفيات الرئيسية، يقابلها تواضع في مستوى الخدمة والجودة في المستشفيات الصغيرة”.
وأضافت المصادر أن الضغط الشديد على المستشفيات الكبيرة أدى إلى العديد من السلبيات وعدم القدرة على الوصول إلى تطلعات المواطنين كاملة، فضلاً عن تشتيت جهود الوزارة بتقسيم مواردها المالية على أعداد كبيرة من المستشفيات وعدم القدرة على تركيزها على الكبيرة منها وجلب الكفاءات المتخصصة لعملياتها.
وبيّنت أن الوزارة أعادت هيكلة هذه المستشفيات ضمن مشروعها الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، وقررت الاستفادة من المستشفيات الصغيرة القائمة سعة 50 سريرا مع عدم التوسع في إنشائها مستقبلا نظرا لتجربة الوزارة مع هذا النوع من المستشفيات.
وأردفت بالقول “اتضح أنه من الصعب تحقيق الجودة فيها مما يعني تقديم خدمات بسيطة وغير آمنة مقابل تكاليف عالية، مما جعل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية يخلص إلى أن هذه المستشفيات الصغيرة لا تستطيع الالتزام بالمعايير المطلوبة نظراً لعزوف الاستشاريين والقوى العاملة عالية التأهيل عن العمل فيها، فضلا عن خبرة الوزارة وما تعلمته من أن المواطن لا يرغب إلا في المستشفيات الكبيرة ولا يثق إلا في الاستشاريين”.
ولفتت المصادر إلى أن بيوت الخبرة العالمية أوصت بعدم جدوى بناء المستشفيات أقل من 150 سريراً، وأن يكون التعامل مع المستشفيات الصغيرة القائمة عن طريق تدعيم بعضها وتحويلها لتقدم خدمات المستشفى العام وإلغاء الخدمات السريرية في البعض الآخر منها، وتحويلها لتقدم خدمات المراكز الصحية الأولية المرجعية، بالإضافة إلى تقوية المستشفى المركزي في المنطقة ليوفر معظم التخصصات ودعمه بالاستشاريين المختصين في جميع التخصصات الدقيقة، ليقدم خدمات طبية حتى المستوى الثالث.